أونيفار نيوز – ثقافة
تم مؤخرا أختيار المسرحية أمينة الدشراوي لرئاسة جمعية مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل الذي سينعقد آخر العام وقد أنطلقت الاستعدادات لتنظيم المهرجان الذي تحدّثت عنه الدشراوي ل “أونيفار نيوز” :
ماهي أبرز المشاكل الّتي يعاني منها المهرجان ؟
لعلّ الرّكود الثّقافي الّذي شهدته البلاد منذ عامين أي مع بداية اكتساح وباء الكوفيد 19 أنحاء العالم، من أهمّ الصّعوبات الّتي تعترضنا كهيئة مديرة للمهرجان، إذ أنّ ذلك يجعلنا نعمّق الجهود و نكثّف المساعي نحو إنجاح الدّورة التي وقع تأجيلها لسنتين على التّوالي حتّى نكون في مستوى الانتظارات و نقدّم ما هو أفضل لجمهور مهرجان نيابوليس، كبارا و صغارا، هواة و مختصّين سواء كان ذلك في مدينة نابل أو خارجها.
أمّا المشكل الأساسي الّذي بات موضوعا للدّرس و البحث هو إغلاق قاعة العروض بالمركب الثقافي نيابوليس للصيانة و الأشغال تبعا لقرار الخبراء وهو ما يطرح إمكانيّة عدم القدرة على استغلال القاعة الّتي قد لا تكون جاهزة في فترة المهرجان و هو ما دفعنا إلى البحث عن حلول جذريّة كتهيئة قاعة دار الثّقافة بنابل و تجهيزها بالشراكة مع مندوبية الشؤون الثقافية لتحتضن العروض الكبرى مع الإتّجاه نحو عروض فنون الشّارع و السيرك و غيرها في إطار الإنفتاح على فضاءات أخرى خاصّة بمدينة نابل، كما تمّ الإتّفاق مع المدير العامّ على استغلال القاعات بياسمين الحمّامات و القاعات الخاصّة في كامل الولاية مع البحث عن شراكات جديدة مع مركز الفنون الدرامية و الركحية بنابل و بعض المراكز في ولايات أخرى حتى يتمّ إشعاع المهرجان من الشّمال إلى الجنوب.
على أن الموارد الماديّة تشكّل حتما عائقا أمام تحقيق ما نصبو إليه لتحقيق رهاناتنا من خلال مادّة ثريّة و دسمة، تليق بجمهور المهرجان و بالأمانة العريقة التي تسلّمناها من سابقينا.
ماهي أبرز رهانات الهيئة الجديدة ؟
مهرجان نيابوليس الدّولي لمسرح الطّفل هو مهرجان عريق يعود إشعاعه إلى ثمانينات القرن الماضي، وحفاظنا على هذا الإشعاع مع تطوير المحتوى و الآليّات هو الرّهان الأسمى.
لذلك، فنحن نحاول التّركيز على الدّقة في انتقاء العروض الفرجويّة سواء كانت تونسية أو أجنبية حتّى تتّسم المادّة المقدّمة بالجودة و التّميّز و مسايرة العصر مع تنوّع تقنيات مسرح الطّفل و الّتي نسعى أن تتّجه إلى كافة الشرائح العمريّة من فترة الطفولة المبكّرة إلى الناشئة، إضافة إلى تطوير محور التّكوين و الّذي يعدّ عماد المهرجان من جيل إلى آخر بالانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والفلسفة الموجّهة للأطفال في الورشات و استدعاء الخبراء في علم الاجتماع و علم نفس الطفل و غيرها من الإختصاصات المتعلّقة بالطّفولة.
ماهو تقييمك لمهرجانات المسرح في تونس بشكل عامّ ؟
تشهد البلاد التونسية زخما من المهرجانات التي تهتم بالشأن المسرحي، خاصّة إثر تأسيس مراكز الفنون الدرامية و الرّكحية في كافة الولايات، وهو مكسب هامّ للمسرحيّين يساهم إلى حدّ كبير في خلق ثقافة الفرجة في الجهات و بعيدا عن المركزية الثقافية.
رغم ذلك، بينما تنجح بعض المهرجانات في إرساء تقاليد فرجويّة ناجحة و مشعّة، تشهد تظاهرات أخرى – على عراقتها أحيانا- انحدارا و تراجعا لغياب استراتيجيا و مشروع حقيقي للقائمين عليها فتسقط في تغليب الكمّ على الكيف، أو في المحاباة و إرضاء الغير و إلى غير ذلك من الممارسات الّتي لا تليق بهذا الفنّ النبيل التام.
و هنا أتحدّث خاصة عن بعض التظاهرات الّتي تعتمد مبدأ المسابقات و الجوائز.
أين أمينة الدّشراوي المخرجة و الكاتبة ؟
كمحاولة في الاقتباس الحرّ، أنا بصدد الإشتغال على نصّ بدأت تقريبا منذ سنة أو أكثر في رصد ملامحه الأولى وهو الآن في المرحلة الأخيرة التي تسبق إخراجه إلى الرّكح و سيتمّ إنتاجه في الموسم القادم في تجربة جديدة لأمينة الدّشراوي كدراماتورج و مخرجة.
أجرى الحوار
مراد بن سليمان