-
مجرد تسجيل حضور لمنظمة فقدت الكثير من اشعاعها وهي مسؤولة عن الوضعية المأساوية للبلاد
تونس – اونيفار نيوز أخيرا و بعد طول انتظار ، لم يصاحبه تشويق في ظل حالة اللامبالاة السائدة، قدم الإتحاد العام التونسي للشغل ما أسماه مبادرة الإنقاذ الوطني.
تقديم المبادرة جاء باهتا بل يبدو أن الشعور بأن الأمر هو أقرب للحرث في الماء هو الذي جعل الأمين العام نورالدين الطبوبي يفقد في التقديم نبرة صوته المرتفعة و يتحدث بلغة شبيهة بالاستعطاف.
يبدو الأمر مفهوما في ظل الاكراهات التي ترزح تحتها ” مبادرة الإنقاذ الوطني ” التي لا تريد أن تقطع شعرة معاوية مع رئيس الجمهورية في الوقت الذي يبدو قيس سعيد غير مبالٍ باتحاد الشغل. يضاف إلى ذلك أن المبادرة لا تريد تشريك الأحزاب السياسية و لكنها لا تنتقدها. هناك أمر آخر يضعف المبادرة و يتمثل في مكوناتها. يبدو الإتحاد العام التونسي للشغل الرقم الرئيسي في هذه المبادرة التي لم تنجح في استعادة رباعي سنة 2014 بعد أن نأى إتحاد الصناعة والتجارة و الصناعات التقليدية بنفسه عن هذه المبادرة. و لكن جرت منذ سنة 2014 مياه كثيرة في النهر كما يقال.
فقد فقد الإتحاد العام التونسي للشغل الكثير من إشعاعه و قدرته على التأثير علاوة على أنه مسؤول إلى حد كبير عن الوضعية المأساوية التي وصلتها البلاد لأنه لاعب أساسي و محدّد في كل ما وقع منذ الشروع في إسقاط نظام الرئيس بن علي. و طالما لم تقم المركزية النقابية بنقدها الذاتي فإنها لا تستطيع أن تكون عنصر إصلاح حقيقي للأوضاع. رابطة حقوق الإنسان أصبحت أقرب إلى واجهة لحزب سياسي لا حضور له في الواقع بل طالها داء التوريث و هو ما جعلها شأنا عائليا لا تأثير لها خاصة بعد تراجع دورها في أوروبا.
المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الإجتماعية وافد جديد على الحياة الجمعياتية و تخصص تقريبا في الهجرة السرية و ” البؤس الاجتماعي ” و لا يملك حضورا اجتماعيا لافتا.
تبقى عمادة المحامين ذات تأثير لا يمكن إنكاره في قطاع المحاماة و لكن لا ننسى حدة الخلافات السياسية و الايديولوجية التي تشق مهنة المحاماة.
يبدو أن الإتحاد العام التونسي للشغل ظل يفكر بنفس الآليات التي كان يفكر بها زمن الدولة الوطنية زمن الحبيب بورقيبة و زين العابدين بن علي و التي ساهم في إسقاطها و هي أنه قادر على التأثير في مجرى الأحداث السياسية. الظرف غير الظرف و الإتحاد العام التونسي للشغل يعيش حالة إنكار للمستجدات تجعله يقدم مبادرة هي في ظاهرها لإنقاذ البلاد في حين أنها مجرد تسجيل حضور.
اونيفار نيوز