على هامش مبادرة تشريعية تقدمت بها كتلة الائتلاف الحاكم من اجل منع أصحاب المؤسسات الاعلامية من العمل السياسي أو تقديم ترشحاتهم في الأنتخابات الرئاسية و التشريعية و هو قانون على المقاس لقطع الطريق امام نبيل القروي بعد ان اعلن ترشحه بحجة ضمان الشفافية و النزاهة في الانتخابات و هو الحق الذي قصد منه باطلا فلم يعد يخفى على الجميع ان الخوف من هزيمة مدوية لمرشحهم المزعوم العصفور النادر و الهاجس الذي يحملونه من بروفة انتخابات “سوق الاحد” و ان يصنفوا في خانة أحزاب “الصفر فاصل” وراء الحالة الهيستيرية لنوابها في حين مر تقديم البحري الجلاصي لترشحه مرور الكرام و الحال و ان أفكاره الرجعية التي تشكل خطرا كزواج القاصرات فيها مس بثوابت الشعب التونسي لم تحرك النواب الاشاوس لانهم على علم انه لن يشكل خطرا على مرشحهم في الرئاسة لكن ترشح القروي زلزلهم و ارعبهم و خافوا دخول سباق الانتخابات معه و حاربوه بمؤسسات الدولة حفاظا على ما تبقى من ماء وجههم.
الأكيد ان الشعب التونسي قدره في هذه السنوات ان تمر امام اعينه قوانين تستهوي مصالح النواب فمن قانون التعويضات التي باركها نواب النداء مقابل تمرير قوانين المصالحة في نطاق الابتزاز السياسي الى التصرف في قانون ميزانية الدولة بما يعفي أصحاب المتاجر الكبرى من الأداءات كلمسة حب و وفاء منهم لرجال الاعمال الذين سيدعمون حملاتهم الانتخابية وصولا الى قوانين ضمان امتيازات النواب بعد التقاعد و القوانين المدعومة من الاتحاد الأوروبي ماديا و معنويا كقانون العنصرية و الامثلة كثيرة.
في المقابل تنام قوانين متعلقة بالامن القومي و الجمعيات المشبوهة و الإرهاب و شبكات التسفير لانها لا مصلحة من ورائها و يغيب 190 نائبا عن جلسة المصادقة على قانون لحماية العاملات الفلاحيات لانهن لسن من نساء الاعمال.
انها العقلية التجارية الربحية التي تختفي وراء القوانين التي يبادر بها نواب الكتل القوية و هو ما عبر عنه الناشط السياسي “انس الشابي”بحكم البرواطية” الذي يغيب فيه مفهوم الدولة و القانون و المساواة و غيرها من القواعد التي يقوم عليها أي نظام سياسي مستقر.
انهم “الكناطرية” الذين دمروا الدولة و دمّروا العائلة و دمّروا الآداب و الفنون و العلوم الانسانية و الاجتماعية و كل العلوم و الأخلاق و الأذواق كما عبر عن ذلك الدكتور “عبد الجليل بوقرة” و لا مناص من هؤلاء الا بالجلاء كي نقطع مع كل هذه الخيبات فتونس بحاجة الى وطني يفكر بالاجيال القادمة و ليس بسياسي تاجر همه الانتخابات.
أسماء و هاجر