-
الذين خرجوا إلى الشوارع ليسوا مع قيس سعيد… بقدر ما هم ضد النهضة…!!!
-
ضرورة التقاط الرسائل وعدم التأخير في اتخاذ القرارات…!!!
أكدت المظاهرات التي عاشتها أمس مختلف المدن التونسية أن هناك حسما شعبيا في حركة النهضة والإخوان الذين هيمنوا على الحياة السياسية طيلة عشرية كاملة كانت الأسوأ في تاريخ تونس المعاصر. لقد عاشت تونس في ظل حكم النهضة عشرية سوداء تراجعت فيها كل المؤشرات الاقتصادية وخسرت فيها عشرات الشهداء من الجيش، والامن والديوانة والسياسيين مثل لطفي نقض وشكري بلعيد ومحمد البراهمي وارتفعت نسب التضخم والمديونية وتم اغراق الادارة بأنصار النهضة دون كفاءة تذكر وتم نشر التعليم الديني وفق مناهج طالبان وتحولت تونس بسبب النهضة الى بلاد سيئة السمعة بعد ان كانت نموذجا في الانفتاح والتحديث.
لقد فعلت حركة النهضة كل شيء من أجل تدمير البلاد التي بناها بورقيبة ورفاقه الابرار من قادة الكفاح الوطني وبناء الدولة من اجل تأسيس دولة اخوانية واعتقدت حركة النهضة أن الامر استتب لها وانها ستحكم تونس طيلة عشرات السنين من خلال النظام السياسي الذي أرسته والذي يضع السلطة الحقيقية في البرلمان وكانت في كل دورة برلمانية تعتمد على حلفاء يمثلون واجهة “الحكم المدني” الذي تدعيه من حزب المؤتمر والتكتل الى نداء تونس وقلب تونس.
لكن كان لابد لهذا المسار ان ينتهي لانه غريب على الشعب التونسي ولانه فاشل وخطير على الوحدة الوطنية والتونسيون الذين خرجوا امس في الشوارع ليسوا مع قيس سعيد بقدر ما هو ضد حركة النهضة التي آن لها عن ترفع يدها عن رقاب التونسيين وحرياتهم ورغيفهم.
فالذين تظاهروا أمس هم مع قيس سعيد في تجميده لمجلس نواب الشعب وتغيير النظامين الانتخابي والسياسي والمضي إلى انتخابات جديدة وعلى الرئيس قيس سعيد ان يلتقط الرسالة وان لا يتردد أكثر في الاعلان عن هذه القرارات التي ينتظرها الشارع التونسي.
لقد كانت “الوسط نيوز” منذ بداية تأسيسها منحازة إلى تونس ؛تونس وريثة قرطاج ودرة المتوسط تونس… الحركة الاصلاحية والطاهر الحداد ومحمد علي الحامي والاتحاد العام التونسي للشغل تونس مجلة الاحوال الشخصية والحريات تونس التحديث والتنوير وبناة الدولة الوطنية تونس المتصالحة مع تاريخها الوفية لأبنائها الذين ماتوا من اجل استقلالها وعزتها.
لذلك كانت الوسط نيوز ضد الاسلام السياسي لأنه غريب على تونس ولذلك فشل وتآكل رصيد حركة النهضة لانه ليست حركة تونسية في رؤيتها الفكرية وفي برنامجها السياسي. مظاهرات أمس في اعتقادنا سيكون لها ما بعدها وحتى وإن لم يقرر سعيد حل البرلمان فقد قال الشارع كلمته والجنازة الرمزية التي نظمها ناشطون في مدينة المنستير لحركة النهضة هي في الحقيقة جنازة لعشر سنوات من حكم الاخوان والثورجيين وآن لتونس أن تستعيد وجهها.
مصطفى المشاط