أونيفار نيوز – شؤون دولية تعيش فرنسا ليالي متواصلة من الحرائق والتخريب ذكرت الفرنسيين ب”انتفاضة “الضواحي قبل حوالي خمسة عشرة عاما وتؤكد هذه الأحتجاجات الغاضبة التي أصبحت تتكرر أزمة هيكلية في فرنسا بسبب أتساع الهوة بين السلطة والشارع الذي يشكل المهاجرون من أصول مغاربية وأفريقية الثقل الأساسي .
فأحفاد المهاجرون الأوائل ورغم أنهم ولدوا على التراب الفرنسي ويحملون الجنسية الفرنسية لا يشعرون بأي أنتماء ل”وطنهم “الفرنسي بل يحملون الكثير من الحقد على فرنسا ويعتبرونها عدوهم بسبب فشل السياسة الفرنسية على مدى عقود في أدماجهم بما جعل منهم قنبلة حقيقية قد تعجز فرنسا عن تفكيكها خاصة مع الأزمة الأقتصادية الحادة التي تعاني منها فرنسا .
وفي الحقيقة تجني فرنسا اليوم ما زرعته فقد شجعت منذ الثمانينات التيارات الأسلامية التي أسست دولة داخل الدولة تتناقض كليا مع قيم العلمانية التي تحملها فرنسا وتبشر بها كما أغدقت الأموال الطائلة على الجمعيات وأحتضنت رموز الحركات الإسلامية ومنحتهم اللجوء السياسي والمساكن الأجتماعية وراهنت عليهم لتحقيق “الديمقراطية “ولعل أوضح مثال على ذلك التحشيد ضد النظام السوري ودعم جبهة النصرة وداعش وغيرها من التنظيمات الأرهابية .
فهذه الأحتجاجات حتى وأن توقفت فستجدد مع أي أزمة جديدة وستكون فرنسا بين ضغط الأحتجاجات الشعبية في الداخل وأنحسار نفوذها في الخارج وخاصة في أفريقيا لصالح لاعبين جدد خاصة روسيا والصين .
فعوض أن تهتم فرنسا ومن وراءها الأتحاد الاوروبي بحربها مع روسيا في اوكرانيا الأفضل أن تهتم بمشاكلها الداخلية وتفكيك أزمتها الهيكلية .