مع انطلاق الشهر الكريم انطلق موسم جني الأصوات و انطلقت شطحات الأحزاب تحت شعار “هذا بفضل حزبي” فبعد ان وعدت النهضة بجعل تونسمن اهم البلدان الاستثمارية في افريقيا بعد ان يتم انتخابها يأتي ناجي جلول ليتعهد بربط شط الجريد بالبحر متناسيا و هو المتخصص في دراسة التاريخ و ان هذا المشروع كان قد درسه بورقيبة من قبل -إمكانية انشاء ميناء تجاري- لكنه رفضه لان الزعيم كان ضد تقسيم تونس الى جزاين فضلا على انه من الناحية الأمنية و الإستراتيجية يمكن احتلال الجنوب من طرف ليبيا بطريقة سهلة جدا.
غير بعيد عن ذلك فموسم شراء الذمم بلغ ذروته سرا و علانية تحت عنوان قفة رمضان او “كرذونة الصدقة” و كسوة العيد و ختان الأطفال و “كل قدير و قدرو” فشراء الأصوات ليس بالامر الهين و قد يتطلب في القريب العاجل حفلات زواج جماعي و توفير مصاريف “علوش العيد” فالتزاحم بين الأحزاب في ذلك على اشده و من اجل طبع الحمامة او النخلة او في ذهن المواطن المكلوم كل شيئ يهون و من اجل ذلك فليتنافس المتنافسون.
فقط المطلوب من أصحاب الهواتف الذكية هو غض البصر حتى لا يوثقوا عمليات المضاربة بالفقراء الذين يمثلون اليوم قوة انتخابية خاصة وان الأحزاب تدعي الطهارة في محضر اللوثة السياسية و بان كل ما يملكونه انهم لا يملكون شيئا .
الغريب اننا نشاهد البث المباشر للشبكة الانتخابية و نقف عند معجزات سحرة العصر فهؤلاء اقحموا الموتى و المساجين و من يدرينا علهم يدخلون الرضع الانتخابات القادمة تحت وصاية اوليائهم و لما لا “فزيادة الخير ما فيه ندامة” و لا نملك الا نستعير عنوان قصيدة الشاعر “جمال بخيت” “دين ابوهم اسمو ايه”؟ علها تستوف جزء من معاناة التونسيين من تجار الأحزاب اللاوطنية.
أسماء و هاجر