-
أمريكا غير معنية بمكافحة الارهاب و التنظيمات المتطرفة
-
” فتح دمشق ” حقق ثلاثة أهداف كبرى
تونس – اونيفار نيوز تناست واشنطن أنھا رصدت جائزة قيمة لمن يلقي القبض على أحمد الجولاني و أرسلت وفدا إلى دمشق للقاء بھ. ھذا ” التناسي” يكشف جانبا من السياسات الامريكية و الذي يتمثل في أن الادارات الأمريكية غير معنية بمكافحة الارھاب و التنظيمات المتطرفة ، و ھي التي كانت وراء تفريخھا ، بقدر ما ھي معنية بتنفيذ مخططاتھا و تحقيق اھدافھا الاستراتيجية.
و لا شك أن الاطاحة ببشار الأسد و ” فتح دمشق ” يمثل أحد أھم الاھداف الاستراتيجية لواشنطن خاصة و أنھ يمثل تحقيقا لثلاثة أهداف كبرى على الأقل.
تأكيد عودة الاستعمار المباشر بشكل صريح إلى المنطقة العربية و قد كانت البداية بالعراق سنة 2003. إطلاق رصاصة الرحمة في “:محور المقاومة ” و ” الھلال الشيعي” و ھو انجاز يعني الكثير لواشنطن .
اكتمال حلقات ” الربيع العربي ” بسقوط دمشق التي ” مانعت ” على امتداد عشرية و لكن مسارات سياسية و عسكرية متداخلة و احيانا متناقضة جعلتھا ” ثمرة طازجة ” وقعت بسھولة .
و الحديث عن ” اكتمال حلقات مسلسل الربيع العربي ” يحيل إلى حضور الديبلوماسي دانيال بيركنشتاين في الوفد الذي التقى أحمد الجولاني في دمشق أحمد الشرع/ الجولاني. بيركنشتاين يجيد إلى جانب اللغة الانجليزية العبرية و العربية و البرتغالية .
قد لا يكون ھذا العنصر على قدر أهمية ارتباط مسيرتھ بأمرين متداخلين . الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، عراب “الربيع العربي ” ھو أول من كلفھ بمھام ديبلوماسية. الأمر الثاني ھو انھ قد اشتغل في دول تأثرت و أثرت في تنفيذ مخطط ” الربيع العربي ” على أرض الواقع و ھي إلى جانب الكيان الصهيوني العراق و ليبيا و تونس ھذا إلى جانب انھ كان مبعوث واشنطن حول سوريا .
الدول التي تولى فيھا بركانشتاين تمثيل واشنطن لم تعش نفس الوضعيات بعد سقوط الأنظمة السابقة و يكفي أن نقارن الوضع الليبي بالوضع التونسي علما و ان مھمتھ بتونس كانت الاطول إذ امتدت من 2015 إلى 2019 .
في ليبيا لم تكن واشنطن حريصة على الدفع نحو حل سياسي يكرس وحدة الكيان الوطني الليبي و يزيح شبح الحرب الأھلية و في تونس دفعت في اتجاھ ” توافق ” اتضح أن اضرارھ تتجاوز بما لا يقاس منافعھ. ھناك نقاط التقاء من أبرزها الاعتماد على ” الاسلام السياسي ” مع تكليفھ بادوار مختلفة من دولة إلى أخرى.
الوفد الأمريكي دخل إلى فندق ” فور سيزون” المملوك لأمير سعودي للقاء شخص ” مطلوب للعدالة الأمريكية ” و غادر و قد أسقط ” بطاقة الجلب ” و عوضھا بالحديث عن لقاء كان ايجابيا و تھرب من مواجھة الصحافيين بداعي اعتبارات أمنية. واضح أن واشنطن تدرك أنھا اصبحت اللاعب الوحيد في دمشق و ھي التي أزاحت من خلال توظيف أحمد الجولاني ايران و روسيا بضربة واحدة و أصبح نفوذ حليفيھا أنقرة و تل أبيب كبيرا و لھ امتداد واضح و معلوم على الأرض و على ” الكومبارس” و خاصة أحمد الجولاني.