-
مشهد عيّن ينذّر بإنهيار… يحتاج إلى معجزة حتى لا تسقط الدولة…
رغم شعار تونس غدوة خير الذي جعل منه عدد كبير من الناشطين “هشتاغ” على شبكة التواصل الاجتماعي بمناسبة الذكرى العاشرة لولادة المنظومة السياسية الجديدة تحت شعارات الإنتقال الديمقراطي والدستور الجديد والحكم المحلي والحوكمة الرشيدة ومقاومة الفساد إلخ…
رغم كل هذه الشعارات البراقة فإن تونس تتراجع كل يوم أكثر من اليوم الذي مضى وفضيحة الرسالة الموجهة إلى رئيس الجمهورية من رئيس الحكومة المتداولة على قارعة الفايس بوك لن تكون الأخيرة في مشهد عبثي ينذر بإنهيار الدولة التي تحتاج إلى معجزة اليوم حتى لا تسقط.
فمنذ أيام يكاد يكون العمل الحكومي معطلا في أحدى عشرة وزارة منها وزارات حيوية مثل الداخلية والعدل وغيرها بسبب أزمة أداء القسم أمام رئيس الجمهورية سعيد الذي يرفض أستقبال الوزراء بل يرفض تحديد الأسماء المشتبه في فسادها رغم إعلان المشيشي عن إستعداده لتغيير هم وهو ما يشير إلى أن هدف سعيد الأساسي هو تعطيل هذا التحوير ودفع المشيشي إلى الإستقالة في المقابل يحرض الائتلاف البرلماني الداعم للمشيشي على المضي قدما في التحوير و التوجه إلى المحكمة الإدارية التي أكد خبراء القانون الدستوري أنها لا يمكن أن تحل محل المحكمة الدستورية وهو ما يعني عدم جدوى إستشارتها مهما كان رأيها فهو غير ملزم وستترتب عنه تداعيات أسوأ تصل إلى الطعن في أي قرار يمكن أن يتخذ ه الوزراء الجدد لعدم الصفة.
محن تونس لا تتوقف هنا فالاضرابات والأحتجاجات شملت كل القطاعات تقريبا وفي كل خطوة تخطوها الحكومة يثار ملف أخر من الفسفاط إلى الكامور إلى الصحة إلى القضاء إلخ….
يحدث هذا التوتر الأجتماعي في الوقت الذي يستمر فيه الإنهيار الإقتصادي وتوقف القطاعات المنتجة فلا تصدير (التمور الزيت القوارص…) ولا أنتاج فسفاط نفط…
ولا سياحة ولا صناعات تقليدية يضاف إلى كل ذلك كورونا التي تحصد الأرواح. وسط هذا المشهد المؤسف والعبثي ورغم بقايا أمل صغير يلح السؤال المؤلم على التونسيين تونس إلى أين وكيف يمكن الخروج من هذه الدائرة المغلقة التي تحاصرنا منذ عشر سنوات…!!؟؟