تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
كما كان متوقعا منذ الأنتخابات الرئاسية الأخيرة أعلن عبدالفتاح مورو أستقالته من حركة النهضة و أنسحابه من الحياة السياسية والتفرغ لأنشطة أخرى وبأنسحاب مورو تطوى مرحلة التاسيس للجماعة الأسلامية التي لم يبق منها إلا راشد الغنوشي الذي نجح في أبعاد كل المؤسسين و الأستفراد بقيادة الحركة.
أنسحاب مورو كان متوقعا فقد أنسحب عمليا منذ أنتخابات الرئاسة الأخيرة التي رشحته لها الحركة لكنها لم تدعمه على الميدان وهو ما أشار له مورو بعد فشله في الانتخابات الرئاسية. في الحقيقة ليست المرة الأولى التي ينسحب فيها مورو فقد أنسحب سنة 2011 و “نافس” حركة النهضة بمجموعة من القائمات المستقلة في كل الدوائر و أعلن وقتها أن الحركة “بهذلته” لكنه لم يفز بأي مقعد كما تعرض لحملات من قواعد النهضة بسبب مواقفه “المنفتحة” قياسا ب”صقور” النهضة و تم أنتخابه في قيادة النهضة في مؤتمري 2012 و 2017 و تولى منصبي نائب الرئيس و مكلف بالعلاقات الخارجية لكن المنصبين كانا شكليين ولا وجود لهما في الواقع وكان مورو دائم التعبير عن تبرمه من التجاهل الذي يعانيه في الحركة.
أستقالة مورو المتوقعة هي نهاية مرحلة حركة النهضة العقائدية التي كانت تواصلا للجماعة الأسلامية في أواخر الستينات التي لم يبق منها إلا راشد الغنوشي و رغم اعلان مورو أن أستقالته لا علاقة لها بالتجاذبات التي تعيشها حركة النهضة إلا أن العكس هو الصحيح فقد فهم مورو أن وجوده في الحركة كعدمه و بالتالي الأفضل له الأنسحاب و بهذه الأستقالة تدخل حركة النهضة رمسيا زمن الغنوشي و أولاده و أصهاره و المقربين منه.
فأستقالته هي نهاية مرحلة وبداية أخرى لا علاقة لها بجيل التأسيس.