استغرب العديد من القراء و المتابعين من البلاغ الذي أصدرته رئاسة مؤسسة التلفزة التونسية و أعلنت فيه إعفاء “مدير القناة الوطنية الأولى و مسيّر القناة الوطنية الثانية فارس لزهر من مهامه” نتيجة بث حديث ديني مساء اليوم الاول من شهر رمضان على القناة الثانية يقدم التهاني للرئيس زين العابدين بن علي و حرمه ليلى بن علي بمناسبة حلول شهر الصيام و يمتدحهما بخصال خيرة.
و يأتي استغراب القراّء و غيرهم من المتابعين لشأن التلفزة التونسية من كون فارس لزهر يتولى فقط مهام مدير القناة الوطنية الاولى.
فما دخله إذن في الثانية بعد أن تم تعيين السيدة منية ذويب مديرة للوطنية الثانية في 11 أفريل الماضي.
و بالبحث في الموضوع علمنا ان رئيس مؤسسة التلفزة التونسية محمد لسعد الداهش قد طلب من المديرة الجديدة لقناة الثانية الاكتفاء بدراسة مشروع تحويل هذه القناة الى قناة إخبارية و عدم القيام بأي مهخام أخرى صلب القناة. ما أدخل حسب بعض المصادر لخبطة في سير عمل القناة الثانية .
و لم يدرك العاملون فيها طبيعة مهام مديرتهم الجديدة التي لا توقع على الوثائق الادارية و غيرها و لا تقوم بالمهام الموكولة اليها بحكم تعيينها بطلب من رئيسها المباشر لأسباب لم يقدر أحد في هذه القناة على تفسيرها ، و يرجعها البعض إلى كون رئيس مؤسسة التلفزة قد يكون لم يرغب في تسميتها على رأس القناة.
و نتيجة هذا الواقع الذي لم يسبق حصوله في التلفزة ظل فارس الازهر يتابع “اداريا” عمل القناة الثانية رغم انغماسه الكلي في اعداد البرمجة الرمضانية للقناة الأولى و هي من وظائفه المهمة و الرسمية باعتباره مديرا للقناة الوطنية الأولى.
و ربما يكون تشتت العمل المفروض فوقيا قد أدّى إلى الخطإ المرتكب و الذي ستبين الأبحاث بالتأكيد أنّه لم يكن من هفوة ارتكبها شخص واحد و إنّما منظومة تسيير كاملة.