تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
أستقبل الرئيس قيس سعيد في قصر قرطاج أمس رئيس حكومة الوفاق فائز السراج الذي تعاني حكومته من حصار دولي بعد توقيعه أتفاقا مع تركيا ل”الدفاع المشترك”! `
هذه الأتفاقية أثارت حفيظة الأوروبيين و خاصة فرنسا و إيطاليا إذ أن هذه الأتفاقية تشرّع للتدخّل التركي في المتوسط على ضفاف السواحل الفرنسية و الإيطالية كما أثارت حفيظة الإدارة الأمريكية التي تنظر بحذر لتنامي النفوذ التركي و كذلك روسيا التي أصبح لها دور كبير في المتوسط و أفريقيا في سياق تنازع النفوذ مع الحلف الأطلسي و الأتحاد الأوروبي فهذه الاتفاقية فتحت باب الجحيم على السراج الذي يواجه غضبا شعبيا متزايدا بعد تشريعه للأحتلال التركي إذ أعلن أردوغان بوضوح مساء أمس أن الجيش التركي سيتدخل بشكل مباشر في طرابلس لحماية حكومة السراج !
التدخل التركي سيواجهه دعم مصري للجيش الليبي والحكومة المؤقتة التي تملك السلطة الفعلية على الأرض في حوالي 80 بالمائة من الأراضي الليبية و هو ما سيعقد وضعية حكومة السراج التي فقدت الغطاء الدولي و العربي إذ تسعى مصر و السودان و الإمارات و السعودية إلى أصدار قرار سحب ثقة من حكومة السراج بعد أستهدافها للامن القومي العربي و تحالفها مع الأتراك.
في هذا السياق الإقليمي و العالمي الذي تعيشه حكومة السراج و عوض البقاء على الحياد تؤكد تونس مرة أخرى في سياستها الخارجية أنخراطها في المحور القطري التركي الأخواني و هذا الموقف في حال سقوط حكومة السراج المتوقع خلال أيام ستكون له تداعيات كبيرة على الوضع الأقتصادي و الأمني في تونس فوصول الجيش الليبي إلى طرابلس و سيطرته على منفذ رأس جدير ستدفع تونس ثمن ا نحيازها ضد الجيش الليبي و الحكومة المؤقتة في بن غازي و رهانها الخاسر على حكومة السراج التي فقدت الدعم الدولي فلقاء سعيد مع السراج يمكن نعته بحسابات الوقت الضائع فكل المؤشرات تؤكد أن حكومة السراج أصبحت من الماضي بعد تخلي الإيطاليين عنها و بعد تقارب وجهات النظر بين روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية كما أكد ذلك لافروف وزير الخارجية الروسي و انحياز فرنسا المشير خليفة حفتر.