تونس – “الوسط نيوز” – كتب : قيس بن سليمان
اللقاء الذي جمع بين رئيس المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي و رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كان لقاءا مفاجئا و مثيرا لعديد الأسئلة في حقيقة عودة التوافق و في موقف النهضة من يوسف الشٌاهد و مستقبل حكومته.
اللقاء الذي فاجأ الشارع السياسي أزعج مجموعة يوسف الشٌاهد الذي تدعمه حركة النهضة ضد رغبة حافظ قائد السبسي و والده في إبعاده عن رئاسة الحكومة و عودة المياه الى مجاريها بين النهضة و النداء قد تكون على حساب يوسف الشٌاهد و هي الرسالة التي إلتقطها الشٌاهد و مجموعته الذين بدأوا يستعدون لسيناريو مغادرة القصبة حسب ما علمته “الوسط نيوز”.
لكن الملاحظة المثيرة للأنتباه أن حركة نداء تونس لم تصدر أي بيان عن هذا اللقاء إذ صمتت تماما و كأن شيئا لم يكن و حسب ما علمته “الوسط نيوز” من مصادر قريبة من حافظ قائد السبسي أن اللقاء الذي جمعه بزعيم حركة النهضة كان بطلب من هذا الأخير و أن اللقاء لم يتضمٌن أي نقاش جدي لأي موضوع من المواضيع الهامة مثل مستقبل الحكومة أو مستقبل العلاقة بين الحزبين أما عن لقاء الغنوشي مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي تم تداوله أمس فقد أكدٌت مصادر موثوقة في قصر قرطاج أنٌه من نسج الخيال و لم يتم أي لقاء لا رسمي ولا غير رسمي !
أبتزاز أم تعليمات
في ظل هذه المعطيات يكون طلب الغنوشي لقاء حافظ قائد السبسي هو مجرٌد أبتزاز ليوسف الشٌاهد لدفعه للتوقيع على تفعيل صندوق التعويضات الذي وعد به الغنوشي أنصاره الذين ينتظرون أن تصرف لهم الدولة ألاف المليارات رغم أن جلهم تمٌت تسوية مساره المهني منذ 2011.
و يدرك يوسف الشٌاهد أنٌه في حال التوقيع على تفعيل هذا الصندوق سيفقد أي مصداقية مع الشارع التونسي و نخبه الذين يعتبرون حركة النهضة أحتكرت مقدرات الدولة و مواردها للتعويض لأبنائها كما يدرك أن رفضه لتفعيل هذا الصندوق ورقة مهمة في التسويق لنفسه ك”زعيم” ضد حركة النهضة و الاسلام السياسي و ينفي عن نفسه تهمة التحالف معها خارج نظرية “الاستقرار الحكومي”.
هذا اللقاء قد يكون أيضا بتعليمات خارجية إذ حدث مباشرة بعد عودة الغنوشي من ألمانيا المنافسة الأولى لفرنسا في النفوذ السياسي و الاقتصادي في تونس و واضح أن ألمانيا ليست راضية عن التقارب بين يوسف الشٌاهد و فرنسا في ظل ما يتداول عن أجتماع جمع الشٌاهد بماكرون و الوزير الاول الفرنسي أدوارد فيليب دون حضور المرافقين له من الوزراء و النواب من حركة النهضة.
كما أن تركيا و قطر وليتا نعمة الاسلاميين لا يمكن ان يتخليا عن الرئيس الباجي قائد السبسي الذي يملك أكثر من ورقة ضد حركة النهضة قد يستعملها في الوقت المناسب و بالتالي لا بد من تحييده على الأقل إذ لم يكن التحالف معه ممكنا.
كل هذه الأحتمالات واردة بنفس القدر و لكن المعطى الأهم ربما هو خوف حركة النهضة من أن ينجح يوسف الشٌاهد في بناء حزب قادر على منافستها في الانتخابات القادمة و قد ينجح في تحجيم دورها في المشهد السياسي و فتح الملفات التي تدينها من التسفير الى أختراق أجهزة الآمن الى الجهاز الموازي الى التجارة الموازية الى شبهات فساد متعلقة بوزرائها و هي ملفات ثقيلة قد تكون جسر شعبية الشٌاهد و زعامته !
و يتأكد اليوم ما كتبته “الوسط نيوز” منذ أيٌام عن خروج الشٌاهد من القصبة خلال شهر مارس أما مستقيلا أو مقالا !