
_ اصرار أمريكي على التصدي للتمديد الصيني _ الروسي
_ دور متنامي للايطالية ميلوني
تونس -أونيفار نيوز-رسائل مغاربية ھامة جاءت بھا الساعات الأخيرة. لا شك أن لقاء ” الإخوة الأعداء ” صدام حفتر و ابراھيم دبيبة في العاصمة الايطالية روما ھو أھمھا و أبرزھا خاصة و أنھ تم بحضور و ” إشراف ” مسعد بولس، مستشار الرئيس الامريكي دونالد ترامب. اللقاء يؤكد أن واشنطن حريصة على الحفاظ على نفوذھا في منطقة المغرب العربي و في ليبيا بشكل خاص و أن ” التصدي ” للتمدد الصيني- الروسي في المنطقة ھو من بين أولوياتها. احتضان روما للقاء، غير المتوقع، دليل على الدور المتنامي لسيلفيا ميلوني التي تخوض صراع زعامة أوروبية و متوسطية مع فرنسا و ألمانيا. و لا شك أن لقاء ابراھيم دبيبة، الذي يمثل شقيقه عبد الحميد، و صدام حفتر، الذي يمثل والده خليفة، ھو دليل على دور العائلة و القبيلة في السياسة الليبية و الحرص على ” المحافظة ” على ھذا الدور و ما تترتب عنھ من امتيازات. اللقاء يتيح فرصة لعبد الحميد الدبيبة للتخلص من الضغوط التي يتعرض لھا في طرابلس و ھو الذي يسعى لاعاقة المسار السياسي حتى لا يفقد ھيمنته السياسية التي تستند إلى الميليشيات و الدعم التركي. لافت أيضا تزامن لقاء روما مع استحضار عدد من الليبيين لأيام معمر القذافي و ” الفاتح من سبتمبر ” .استحضار جعلتھ الاحتفالات التي شھدتھا شوارع بعض المدن الليبية و عودة سيف الإسلام القذافي إلى الساحة السياسية الليبية يتجاوز الحنين إلى تأكيد إمكانية التحول إلى قوة سياسية تربك حسابات الفاعلين في الساحة الليبية و أيضا القوى الدولية و الاقليمية. نجاح لقاء روما رھين ما سيقع بعدھ خاصة في مستوى الاتفاق بخارطة طريق و الالتزام بها التزاما كاملا.
في سياق التحولات لا يمكن عدم الحديث عن عودة عبد المجيد تبون إلى واجھة الأحداث السياسية في الجزائر. عودة تنھي ، و لو مؤقتا، ما تردد حول اقتراب نھايتھ السياسية بسبب خلافات مع قيادة الجيش. عودة أظھرت رجلا يسعى لإخفاء بعض الارھاق الذي قد يكون نتيجة مرض أو ضغوط تعرض لها.. ضغوط تواجه الجزائر ككل و ھي التي تخوض حرب نفوذ في افريقيا ضد المغرب و فرنسا.. حرب كسبت بعض جولاتھا و خسرت أخرى…و كسبت فيھا حليفا في تونس ، و ھو الرئيس قيس سعيد الذي تحول البارحة إلى الجزائر و في ذلك رسالة حول متانة العلاقة بين تونس و الجزائر …ما يجري في ليبيا مھم للجزائر الساعية للتقرب ، عبر البوابة الايطالية من واشنطن و من إدارة الرئيس الامريكي دچونالد ترامب.