
أونيفار نيوز – ثقافة نورالدين بالطيب يحتفل فضاء ريدار الثقافي بمدينة منزل تميم هذا العام بعشر سنوات على تأسيسه بمبادرة من الكاتبة والرسامة هاجر ريدان التي تحدثت ل” أونيفار نيوز” عن ولادة المشروع والصعوبات التي مر بها ورؤيتها للفضاءات الخاصة في هذا الحوار معها .
كيف ولدت فكرة الفضاء ومتى انطلق العمل؟
فكرة إحداث فضاء ثقافي استوت على نار هادئة منذ سنوات وكانت جذوتها الأولى نادي عباد الشمس للفنون التشكيلية الذي احدثته سنة 2002 بالحي الشعبي في منزل يعود إلى أبي رحمه الله وهو الذي شجعني على ذلك. وقد استقبل النادي الأطفال والشباب في ورشات للرسم والخزف كما نظم أنشطة أخرى كدروس الموسيقى ونادي الغناء. وكانت لنا توأمة في تلك الفترة مع مدينة فافارا الإيطالية ضمن نشاط بلدية منزل تميم انذاك. ثم تواصل نادي الفنون التشكيلية في حي المستشفى الذي انتقلت إليه إلى حدود سنة 2014 حينها فكرت في تأسيس رواق الفنون ريدآر بتشجيع من بعض الأصدقاء ليكون مكانا أرحب يحتوي على قاعة عرض ومشربة ومكتبة ومرسم وفضاء خارجي للعروض الصيفية ويخضع للمعايير المتعارف عليها في إحداث الأروقة من إضاءة وغيرها. وكان الافتتاح يوم 9 اوت 2014
كيف استطاع الفضاء الاستمرار هل يتلقى دعما من البلدية أو من الوزارة ؟
اذا كان نشاط الفضاء مستمرا إلى الآن فذلك أولا وقبل كل شيء لان المكان على ملكي وليس على سبيل الكراء ثم هو مستمر بفضل الأصدقاء والصديقات الداعمين والداعمات لنشاطه بصدق .وهو مستمر لأنني وبحكم ايماني الراسخ بقيمة النشاط الفني والثقافي بوجه عام اعشق التحدي وليس لي من خيار الا ان استمر خاصة وان مدينة منزل تميم فقدت الكثير من حضورها الثقافي السابق ولم يبق لها أي جمعية ثقافية تنشط واندثر المهرجان الوطني للموسيقيين الهواة والمهرجان الصيفي والنادي الثقافي محمود التونسي. لذلك أجد صعوبة في تحريك سواكن الناس وقد تعودت العيش بدون ثقافة.
ثم ان الفضاء لا يتلقى اي دعم من اي جهة لان البلديات غير معنية بدعم الفضاءات الخاصة ولا المندوبيات فقط وزراة الثقافة هي المعنية بهذا الدعم. المرة الوحيدة التي تدخلت فيها الوزارة كانت في عهد الوزير محمد زين العابدين الذي زار الرواق ودعمه سنة 2017.
ماهو تقييمك لهذه التجربة وما هي ابرز الصعوبات وما رأيك في منظومة دعم الفضاءات الثقافية الخاصة سواء للبلديات او لوزارة الثقافة؟
من خلال تجربتي الممتدة من فترة الدراسة في الثانوي الى الان اقول انه في الثقافة لا فرق بين ان تشتغل متطوعا في جمعية ثقافية وبين ان تفتح فضاء ثقافيا خاصا في المناطق الداخلية فكله مجهود مبذول من أجل المصلحة العامة وبلا مقابل . وان كان رواق ريدآر وفر لي فرصة الاشتغال أكثر على تجربتي في الفن التشكيلي والكتابة بحكم التواصل الممتع مع انشطة الفضاء ومع ضيوف الرواق من مبدعين في كل المجالات في الأدب والفن والموسيقى والسينما وهذا ما جعل أعباء الفضاء المادية يخفت صوتها ولا اهتم بها أمام الأوقات الممتعة التي يجنيها الإنسان من اللقاءات وتوقيع الكتب والمعارض والملتقيات والاثر الذي تتركه في المحيط الثقافي والاجتماعي.
بالنسبة إلى منظومة دعم الفضاءات الثقافية الخاصة فلا وجود لأي منظومةولا وجود لأي استراتيجية واضحة بل هي مجرد مبادرات لهذه الحكومة او تلك أو لهذا الوزير أو ذاك . سرعان ما تتبخر بزوالهم.
وأعتقد أن الدعم بشكل هام يصل أولا إلى الفضاءات الخاصة في المدن الكبرى قبل أن يصل إلى الفضاءات في المناطق الداخلية وبطريقة غير شفافة وغير عادلة.
