-
الأنتاج الدرامي في معظمه ضعيف
أونيفار نيوز -ثقافة – نورالدين بالطيب يحضر المسرحي عبد القادر بن سعيد في المسرح التونسي مخرجا وممثلا ومؤطرا من تونس إلى سويسرا إلى ألمانيا وإيطاليا .لكنّه في المقابل غائب تقريبا عن المشهد الدرامي وخاصة التلفزيوني.
كيف يرى اليوم واقع المسرح التونسي والإنتاج الدرامي .
من هنا بدأ الحديث معه .
كيف ترى واقع المسرح التونسي اليوم ؟
المسرح التونسي منذ عقدين من الزمن يعاني من مشاكل فكرية وجمالية ومالية .
واقع تحكمه الدولة منذ عقود من رقابة معلنة في سنوات الجمر الى تغييب المسرح وللمسرحيين في العشرية السوداء هي مسألة وجود وبقاء من اجل استمرار المسرح للأجيال القادمة
واقع لم يتغير وكأننا نقدم مسرحا
لإثبات وجودنا وافكارنا فقط لا غير .فراغ كبير بين النخبة والجمهور .هذا الباث الغريب والمتقبل الهلامي بين ما يمكن فعله للمسرح التونسي وما يجب علينا ادراكه تجاه أنفسنا ضعف واضح في جل الاعمال المقدمة للجمهور دراسات نقدية مبهمة لا تمت بصلة في ما نشاهده في الساحة المسرحية
اشتغلت مع كبار المخرجين ولكن الفرق بين ما قدموه أساتذتنا وما يقدم الان واضح وجلي
واقع مسرحي لم يسع للتطوير اكتفى بالممكن في مساحة جد ضيقة . الادعاء بالفعل المسرحي يجعل المسرحي لا يرتقي بأفكار فنية كبيرة مشاركات تفاضلية في مهرجانات عربية او مغاربية تعاني من طرح فني لم يكتمل عدم الإطلاع على التجارب الفنية في بلدان طورت مشروعها الثقافي الوطني كل هذا ساهم بشكل كبير في تردي مستوى المسرح التونسي مازلنا نأمل ان يتغير هذا الواقع والخروج الى مدارات فنية ركحية تليق بتاريخنا المسرحي
لا نرى عبدالقادر بن سعيد في التلفزة لماذا ؟
اولا ان ما يقدم في الاستديوهات لقنوات غير جديربالحضور واستثني منهم البعض
لست ضد الحضور ولكن كيف واين ومتى حضور لا يفيد المشاهد هو فعل إجرامي بالأساس ويوميا تمارس علينا جرائم بصرية وحسية وفكرية
في بيوتنا دون ان ندري
هناك منشطين ليست لهم علاقة بالشعراء والمسرحيين مشروعهم هو ترذيل و تتفيه وتهميش جيل بأكمله بكل صدق لا ولن تجدني في صندوقهم التعيس
ثانيا التزاماتي الفنية خارج حدود الوطن تتطلب مني الكثير من الوقت لتحقيق النجاح
كذلك الاعمال الدرامية العربية إنتهيت من تصوير مسلسل” معاوية”مؤخرا لعبت دور عمار ابن ياسر
و لي ورشات التكوين في اوبرا تونس وهذا
يتطلب مني الكثير من التركيز والمسؤولية مع فريق اداري جدير
بالتعامل معه . أضف الى ذالك مسرحية “الاباتروس” للمخرج الشاذلي العرفاوي عروض في تونس وإيطاليا ومسرحية “السلطة الرابعة” عمل مونودامي من اخراجي ويقوم ب التمثيل خالد هويسة وعمل مسرحي ألماني قمت بدور شاعر وجل العروض في جهات مختلفة في سويسرا كل هذا جعلني لا انتبه اصلا للظهور في التلفزة ومعدي البرامج اغلبهم لا ينتبهون للنخبة
ماهو تقييمك للإنتاج الدرامي اليوم ؟
بعض الاعمال الدرامية لاقت نجاحا واذكر منها “المايسترو” و”النوبة” و”الحرقة” هي اعمال ترجمت الواقع المعيشي لتونس
اجتماعيا وسياسيا بحبكة درامية متطورة . اعمال افتكت حضورها الفني بصدق كبير فنيا وجماليا
ماعدا ذلك جل الاعمال متوسطة ان لم نقل ضعيفة نصا وإخراج وتمثيلا . وهذا الامر يلزمنا ان نفكر جديا في اي دراما نحتاجها اليوم
الى متى رجال الاعمال يتحكمون في مستوى الانتاج والبث. هل لدينا كتاب مثل علي اللواتي مختص في الحوار الدرامي . علاقة الممثل بالواقع الإنتاجي الحق والواجب . الخ
العديد من الاسئلة لا بد ان تطرح على طاولة الدراما اذا أردنا تطوير هذا القطاع نحن اليوم لا نستطيع ان نتحدث على دراما تنتظرها في شهر رمضان وانتهى الامر هي بالأساس احتباس حراري ويمر . الكل يشاهد الكل وفي الاخير لا تشاهد شيئا .
ماذا تعني لك رجاء بن عمار ؟
انا الممثل المحترف لمسرح فو والشاب الطموح المثابر لاستاذي
المنصف الصائم والطفل المدلل لرجاء بن عمار
هي بمثابة الام انها الديفا
سنوات في مسرح” فو” عشنا المسرح المتطور وخاصة خارج حدود الوطن انتصارات ونجاحات لا تحصى ولا تعد . علاقتي برجاء لم تكن علاقة مخرجة بممثل وانتهى الامر هي علاقة فنية وجودية وانسانية بأتم معنى الكلمة احيانا اخاف عليها من نفسها ومرة اطمئن لقوتها
الديفا لم تكن امرأة مسرح فقط هي نظرة حياة . ابعد بكثيرمن ان نبوبها في الفن والثقافة . رحمها الله