أونيفار نيوز – ثقافة نورالدين بالطيب عادت المسرحية السورية هنادة الصباغ إلى تونس لتقديم مسرحية ” وجوه ” التي أنتجها مشروع ربع قرن من المسرح وفنون العرض في أمارة الشارقة في دولة الأمارات العربية المتحدة وكان هذا العرض العرائسي الموجّه للكهول والأطفال لافتا في أيام قرطاج لفنون العرائس .
هنادة تحدّثت ل” اونيفار نيوز “
كيف وجدت مهرجان العرائس في تونس؟
مهرجان قرطاج لفنون العرائس تجمع فني رائع لما يحتويه من عروض لشريحة كبيرة من العرائسيين في العالم ويتناول مواضيع مختلفة لكل الفئات العمرية وبأساليب مختلفة عن بعضها البعض وهذه فرصة كبيرة لتبادل الخبرات والاطلاع على الثقافات وتطور فنون العرائس والاطلاع على اساليب التصنيع بحيث ان لكل فنان اسلوبه .
بالنسبة لي هذه اول سنة اشارك في مهرجان قرطاج لفنون العرائس بدورته الخامسة مهرجان رائع في تنظيمه وشموليته وتوزيع العروض بعدة فضاءات بحيث هناك حركة مستمرة بكل زوايا قصر الثقافة تعطي جوامن البهجة والفرح وكذلك المتحف او المعرض الفني الموزع في كرودورات واورقة قصر الثقافة لعرائس العروض القديمة وبوستراتها كتوثيق لمسرح العرائس في تونس بالاضافة لاعمال فنانيين كبار وعرض اعمالهم العرائسية.
بالاضافة للورش الفنية التي تدرب و تؤطر شباب قادرين لاحقا على نشر ثقافة هذا الفن الراقي من قبل اختصاصيين لكل منهم اسلوبه.
وهناك نقطة مهمة بالنسبة لي اسعى دائما للاضاءة عليها استطاع المهرجان توجيه النظر لمسرح العرائس انه ليس حصرا للاطفال.
بل هو فن شمولي لكل الفئات العمرية ولاحظنا ذلك من خلال العروض المسائية وقد لمس الجمهور قدرة الدمية واحساسها العالي بقيادة ممثلين بارعين نقل حس وفكرة وطرح مواضيع مهمة تنافس قدرة اداء ممثل على خشبة المسرح.
كان المهرجان توهج من المحبة لدعم تجارب بعضنا البعض فرصة ذهبية للقاء الاختصاصيين بمسرح العرائس وتبادل الخبرات والثقافات وبالاخص بالنسبة لي لانها سميت دورة الاستاذ الاسعد المحواشي الله يرحمه الفنان الكبير والصديق الذي ترك اثرا كبيرا لدى جميع العرائسين بمحبته وعطاؤه وكان يقول لي دائما “لازم تكوني بيننا “في مهرجان قرطاج وهاانا موجودة لكن بعد ان غيب الموت استاذ الاسعد الباقي في ذاكرتنا هو وعرائسه
شكرا تونس شكرا مهرجان قرطاج لفنون العرائس على هذا التنظيم الراقي والتغطية الاعلامية الشاملة من خلال المحطات والاذاعات ومجلة النشرية العرائسية التي تصدر بشكل يومي خلال فترة المهرجان.
ماذا عن واقع مسرح العرائس في سوريا ومسرح العرائس خلال الحرب ؟
مسرح العرائس في سوريا تأسس عام 1960 ومازال مستمرا بانتاج عروض حتى الان شهد مراحل ذهبية في بداياته ودخل بمراحل روتينية دون تطوير ادواته كبقية الدول لم يتوقف عن انتاج العروض العرائسية مطلقا لكنه حافظ على مسارمعين بالعروض كعرائس العصا او او القفاز اي حضور الدمية وغياب الممثل خلف ستارة او حضور لشخصية الراوي او دمى الكستيوم بقي يراوح في مكانه فترة طويلة وفي العشر السنوات الاخيرة هناك حالة عامة ليست في سوريا فحسب بل في كل بلدان الوطن العربي هناك نهضة عامة في هذا الفن بدأت الجهات المختصة توليه اكثر اهتماما لدوره الفعال والكبير بتطوير المجتمع ومساحة للترفيه والمتعة ودوره في العلاج النفسي للاطفال وكذلك بدأ يدخل بجهود مدرسين الى الصفوف المدرسية لمراحل الطفولة المبكرة وايصال المعلومة للطفل من خلال الدمية وهناك ورش للاطفال دائمة من خلال مهرجان الطفل او في العطل المدرسية الصيفية والانتصافية اومن خلال المنظمات الدولية والجمعيات الخاصة يشارك الاطفال في التصنيع والتحريك بمواد بسيطة كما توجد ورش للمدرسين لاكتساب الخبرات في هذا المجال وفي العشر سنوات الاخيرة هناك تطور واضح في هذا المجال فقد تطورت ادوات مسرح العرائس واصبح هناك ورش وعروض لانواع دمى مختلفة مثل مسرح الطاولة والمارينيت دمى الخيوط والدمى المحمولة وهناك تجارب وعروض للعرائس مسرح للكبار في عام 2017 كان لدي تجربة مع مديرية المسارح والموسيقى كعرض حسي حركي موسيقي بعرض للكبار لدمى مسرح الطاولة وقد لاقى تجاوب وحالة من الابهار وكانت نقلة كبيرة بالنسبة للجهات المعنية وللمسرحيين بالتجديد وتعميم هذه التجربة وكذلك في عام 2007 و2008 درست بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم السينغرافيا المسرحية الية وتقنيات مسرح العرائس من خلال تصنيع العرائس وتصميم سينغرافيا المناسبة لهاوهناك ورش فنية للهواة وللاكادميين تعني بمسرح العرائس ونحاول التركيز على الجانب الاكاديمي لخلق كادر تدريسي بالمستقبل لنشر ثقافة مسرح عرائس على نطاق واسع وهناك استقطاب لطلبة الفنون الجميلة لاطلاعهم على تقنيات مسرح العرائس من خلال ورش فنية ان كان لطلاب الفنون المسرحية او لطلبة الفنون الجميلة وقد استطعنا من خلال ورش عمل بمادة الكرتون اعطاء الشخصيات حركة وحس وجمالية جعلت الكثير من المهتمين والمختصين بالمسرح بالالتفات والنظر لمسرح العرائس كفن قادر على التطور والدينماكية اذا غيرنا المفهوم السائد وطوعنا ادواتنا وحدثناها فهو فن شامل لا تقتصر عروضه على الاطفال
و قد ساعدت السوشيل ميديا بالسنوات الاخيرة بنقل الخبرات وايصال ما وصل اليه العالم في جميع البلدان من تجارب ان كانت متواضعة او متطورة وهذا ساعد في توسيع الدائره المعرفية لدى المجتمعات الاخرى في هذا المجال والى اين وصل العالم بفن مسرح العرائس مما خلق نوعا من الحماس والتنافس الايجابي للسعي لابراز جماليات وامكانيات فن العرائس بالمجتمعات كافة ولا سيمى ان لكل مجتمع موروثه الثقافي بفن العرائس ان كان بالمسرح الجوال او خيال الظل او فن الاركوز او صندوق العجب…
اما بالنسبة لفترة الحرب في العشر سنوات الاخيرة في سوريا فقد كان مسرح العرائس الفسحة الاجمل والمكان الاكثر امانا لتفريغ ضائقة الحرب فمسرح العرائس لم يتوقف عن انتاج العروض العرائسية طيلة فترة الحرب فقد حرصت مديرية المسارح والموسيقى على انتاج ما لايقل عن اربعة عروض وربما اكثر في السنة مخصصة لمسرح العرائس والطفل ولم تتوقف عن اقامة مهرجان الطفل والعرائس في دمشق وجميع المحافظات
وكانت وزارة الثقافة حريصة على متابعة الورش الفنية لما لاقته من أهمية لمسرح العرائس في الازمات كالحرب كمكان للتفريغ عن الهموم واعطاء الطفل مساحة للفرجة بعيدا عن الحرب ومخلفاتها وخلال فترة الحرب كان هناك نقلة بالوعي في النظر للدمية وتأثيرها على المتلقي ان كان كبير واو صغير
وكما في سوريا لاحظت بالعالم العربي ككل هناك نقلة كبيرة في اهمية مسرح العرائس وتطويره وتطوير ادواته من خلال المهرجانات والورش وتبادل الثقافات ونقل خبرات فهناك حركة ملحوظة بوعي اهمية هذا الفن الراقي ففي جميع الدول العربية هناك حركة ملحوظة بالاهتمام في فنون العرائس وهذا يبشر بالخير وبمستقبل فنون العرائس
وكل الشكر لتونس ولمهرجان قرطاج لفنون العرائس لهذا التجمع العرائسي لنقل فن العرائس وتعميم التجارب العرائسية كمرحلة وعي وتطور لهذا الفن الراقي .