- المطلوب الترفيع في ميزانية الثقافة ومراجعة الدعم
أونيفار نيوز – حوار نورالدين بالطيب نجوى بن عرفة فنانة جمعت بين التكوين الأكاديمي في المعهد العالي للموسيقى والطرب الجميل فصوتها من أجمل الأصوات في تونس أشاد به عدد من كبار الملحنين يذكرنا بأسمهان ولوردكاش وغيرهن ولها لون أوبرالي ساحر لكنّها لم تجد حظّها في المهرجانات رغم أنها تقدّم لونا موسيقيا له جمهوره من الذين يتذوقون الفن .
في هذا الحوار تتحدّث عن سرّ قلّة حضورها في المهرجانات وتقييمها لمنظومة الدعم في الموسيقى خاصة .
*هل تعتبرين أن أختياراتك الموسيقية المختلفة عن السائد هي سبب تغييبك عن المهرجانات؟
صحيح ان اختياراتي
الموسيقية مختلفة عن السائد فهي تبقى اختيارات فنية تعبر عن افكاري و مشاعري واحاسيسي بطريقة عاطفية ، هي رسائل انسانية تحاكي تفاعلي مع اثار الجمال في الوجود ، تروي معاناةالشاعر او الملحن، اشجانه، حزنه ، فرحه وذلك بكلمة جميلة ولحن متناسق متناغم متكامل واداء شجي، عمل فني بالطبع فيه بصمة وخصوصية يترك اثرا وهذا ما يطمح اليه كل فنان خلال عبوره الحياة في المجتمع
والسائد او الواسع انتشارا، ما هو مشهور وعادة ما تنشره وسائل الاعلام وهذا لايعني انه منتوج ذو جودة عاليةبل تغلب عليه السوقية واحيانا لا يرتقي بالذوق العام
وبين هذا وذاك لا اظن ان اختياراتي هي سبب تغييبي في المهرجانات بل بالعكس لدي ثقة بالجمهور وايمان بجدوى اختياري، فالجمهور متعطش لفن جميل يخاطب الفكر والروح والخيال ونجده في اغلب الاحيان ضحية لسوء برمجة لا ترتقي بالذوق العام، صخب، و تهميش او تقليد اعمى ومن هنا اطالب بإعادة النظر في الملفات التي تدفع للوزارة والمندوبيات والاخذ بعين الاعتبار لما تتضمنه من كفاءات فنية حتى تبقى الثقافة والفن عملا من أجل ارساء مجتمع قوامه المبادىء العليا و الافكار الجميلة والذوق السليم
* لماذا لا نرى نجوى بن عرفة في المهرجانات إلا نادرا ؟
منذ ان بدات مسيرتي الفنية وانطلقت للابحار في مجال الفن والموسيقى لم تكن الطريق كما يقال مفروشة ورودا فاحيانا كنت سعيدة واخرى حزينة مثل اليتيم وهنا اتذكر قصيدة الشاعر التونسي “ابو القاسم الشابي” شكوى اليتيم حين يقول ( ولما ندبت ولم ينفع وناديت امي ولم تسمع رجعت بحزني الى وحدتي و رددت نوحي على مسمعي و عانقت في وحدتي لوعتي و قلت لنفسي الا فاسكتي) فالكلام معاني والحديث قياس.
* كيف تقيمين منظومة الدعم الموسيقي في وزارة الثقافة ؟
حسب اعتقادي مسألة الدعم تبقى مسألة نسبية اذا توفرت الميزانية توفر الدعم ونحن نعلم ان ما ترصده الدولة للثقافة محدود جدا لذلك الدعم الذي توفره وزارة الثقافة للفنان لا يساوي الدعم المطلوب واحيانا نسبة قليلة منه لا تسمح له ان يحلق في سماء الابداع كما يحلم وبإريحية وفي جل الاوقات قد تجده مكبلا بمصاريف تفوق طاقته ولا يجد دعما من طرف اخر وتبقى وزارة الثقافة هي السند الوحيد للفنان ، هذا بالنسبة لصندوق الدعم على الابداع الفني والادبي ، اما بالنسبة لمنظومة دعم الفنانين في المهرجانات اقترح ان يعاد النظر فيها وخاصة فيما يقدمه الفنان من مقترح او اكثر حتى لا تظهر المسالة سخيفة تجعل الفنان يشعر بتقزيم وكأن الدعم مجرد تهدئة الرضيع الباكي والثقافة تبقى فوق كل الاعتبارات
* ماذا تقولين لوزيرة الثقافة الجديدة ؟
قبل ان اوجه رسالتي لوزيرة الثقافة اقترح على الدولة ان تعيد النظر في الميزانية المرصودة للثقافة وان تكون اكثر سخاءا فالثقافة هي رمز الحضارة والرقي والوعي وبالثقافة تزدهر الامم و ينطلق الفنان ليجنح في افاق الابداع والابتكار اذ يصبح للثقافة دورا في نمو الاقتصاد والأستثمار .
سيدتي الوزيرة المحترمة، لطالما بقي الشان الثقافي في بلادنا مهمشا و مرتعا للارتجال( ولو كلمة ارتجال في الموسيقى شىء جميل) بالرغم المجهودات الجبارة التي قام بها بعض المسؤولون عن الثقافة فهو قطاع حساس يتطلب دوما المراجعة والتجديد و المراقبة، والفنان هو كتلة من الاحاسيس تجده عزيز النفس ودعمه لا يجب ان يقتصر على الدعم المادي فقط بل المعنوي كذلك، لذلك من رايي دعمه و تشجيعه ومتابعته لتحقيق اهدافه النبيلة من حيث الاعلام ، الاشهار والبرمجة وبهذا تكون الوزارة هي السلطة المشرفة والمساندة لكل عمل و مشروع ابداعي فني ، كما لا يفوتني ان اقترح من جنابكم لفتة لبعض الفنانين الذين قسا عنهم الزمن وقد كرسوا حياتهم للفن و اعطوا الكثير وهم الان في اشد الحاجة للعناية والرعاية حتى لا يعيد التاريخ نفسه ونذكر( عبد المجيد بالاكحل، قامة في ميدان المسرح و التمثيل ، صافية شامية، الشاذلي انور…) ولكم مني جزيل الشكر ، وفقكم الله
RépondreTransférer
|