.المساواة لا تتناقض مع الشريعة …وحقوق المرأة تفتك ولا تهدى
اونيفار نيوز – ثقافة حوار نور الدين بالطيب :أعادت دار خريف للنشر بإدارة حذامي عبد الحميد خريف نشر كتاب الطاهر الحداد أمرأتنا في الشريعة والمجتمع بقراءة جديدة للدكتورة زينب التوجاني أستاذة الحضارة في جامعة منوبة .
طبعة جديدة من كتاب الطاهر الحداد أمرأتنا في الشريعة والمجتمع بتقديمك لماذا ؟
.امرأتنا في الشريعة والمجتمع أثر فريد في الثقافة التونسية والإسلامية أولا لأن كاتبه زيتوني تشبع في نفس الوقت بالثقافة العالمية العصرية من خلال مطالعاته مما جعل فكره حمالا لروافد تحديث التراث الإسلامي بشكل عفوي وأصيل. لقد انطلق من الحاجة الاجتماعية التي لاحظها حوله من خلال معيشه اليومي وتأثر بالقيم الحديثة ليبلور تصورا إسلاميا لوضعية المرأة، هده الأفكار التي توصل إليها الطاهر الحداد لا تزال لم تنتشر بعد في المجتمعات الإسلامية ولا تزال محل رفض أو إنكار، لدلك يعد الكتاب راهنا في سياق إتمام المناصرة لقضايا النساء ولقضايا الإصلاح الديني. ولعل إعادة نشره اليوم في تونس له دلالات عديدة من بين أهمها التدكير بأن مطالب النساء بالمساواة في المواريث لا تتعارض مع الشريعة وأن الشريعة تتطور بتطور أحوال المجتمع. من هده الناحية لا يزال كتاب الطاهر الحداد متقدما على عصرنا الحالي حيث لا تزال النساء مواطنات من درجة ثانية. إعادة نشر الكتاب تعد عملا مقاوما لموجة إنكار حقوق النساء وارتفاع أصوات الأبوية مند انتخابات 2019.
.*بعد سبعين عاما تقريبا من صدور مجلة الأحوال الشخصية كيف ترين وضع المرأة اليوم ؟
بعد سبعين عاما من محلة الا|حوال الشخصية ثمة تطور في وضعية النساء بسبب التعليم وعموميته واقبال المجتمع على المساواة في تعليم الصبيان والبنات. لكن لا تزال النساء يناضلن من أجل الاعتراف بمواطنتهن الكاملة، أولا في مستوى المساواة التامة في الوضعية القانونية وثانيا في الحياة اليومية التي تجابه فيها النساء مقاومة ثقافة تقليدية وتراتبية وقيما تقلل من شأنهن الجانبب الثاني الدي عليه وضعية النساء اقتصادي يتمثل في حرمان النساء من مواريثهن أو في ممارسة العنف المادي عليهن وتأجيرهن ب|أقل من حقهن واستخدامهن كالأشياء دون مراعاة كرامتهن أو حياتهن وسلامتهن الجسدية والنفسية والتحرش بهن ومحاولة استنزافهن في العمل الغير قانوني وفي الاعمال المنزلية واستغلالهن في وظائف الامومة العمل في الحقول والمصانع والبيوت ونرى أن هده الوضعية تؤثر تأثيرا مباشرا على الأطفال ونموهم النفسي والعقلي وعلى الامجتمع كدلك بانتشار الفقر والانحراف والتسرب المدرسي والعنف والجريمة.
ماهي أولويات الحركة النسوية اليوم ؟
.النسوية التونسية بكل رموزها ومؤسساتها وجمعياتها ساهمت في تقديم اضافة حقيقية طيلة العشرية الماضية وخاصة في أقرار قانون العنف ضد النساء وتحسين قوانين عديدة مهمة لحماية المرأة وحقوقها، لكن الظرف السياسي والاجتماعي والاقتصادي اليوم ليس مناسبا لتتقدم هده النسويات للواجهة، مع دلك اولوية النسويات حسب رايي نقد الدات ومعرفة اسباب الفشل في تحقيق المساواة في المواريث ومجلة الحرايت الفردية ومحاولة العمل في العمق ومع الاجيال الشابة وتمكينها من الأدوات لمواجهة المصاعب الحالية والمقبلة، على النساء أن يتعملن الدفاع عن انفسهن ولا ينتظرن جمعيات أو دولة أو ايا كان لاعادة الحقوق لهن، فالحقوق تفتك ولا تهدى. ولهدا ارى أن على النساء أن يتسلحن بالمعرفة، أولا أن يفهمن أن المساواة ليست ضد الشريعة وأنهن قادرات على أن يتحررن من القيود التي فرضها عليهن التقليد الاعمى وثقافة الجمود والاستغلال . يلعب هدا الكتاب دورا مهما في عملية التحرير هده لان المعرفة قوة والقوة المعرفية هي سلاح الحرية.