تونس – اونيفار نيوز يؤدي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة إلى تونس تتواصل اليوم و غدا.
و بكل المقاييس فإن لهذه الزيارة دلالاتها التي تتجاوز بكل تأكيد ما تضمنه بيان وزارة الشؤون الخارجية الذي أعلن عن الزيارة حتى و إن كان البيان قد تجاوز التلميح الديبلوماسي إلى إشارة إلى العلاقات الثنائية و خاصة الوضع في غزة باعتبارها من أهم النقاط التي سيقع التركيز عليها خلال المحادثات التي سيجريها وزير الخارجية الروسي في تونس. و يبدو من الضروري أخذ بعض العوامل بعين الاعتبار عند التطرق لزيارة سيرغي لافروف.
الزيارة تتنزل ضمن جولة مغاربية و لها أبعاد افريقية خاصة و أن الحضور الروسي بقدر ما تطور في إفريقيا جنوب الصحراء بقدر ما بقي محدودا في منطقة المغرب العربي لأن مكانة روسيا تتأثر بعلاقاتها التاريخية مع الجزائر. و هنا من الضروري الإشارة إلى وجود تقارب حقيقي بين موسكو و الرباط التي قرأت ما وراء رفض الطلب الجزائري بالالتحاق بمجموعة ” البريكس ” على أن موسكو أصبحت أكثر براغماتية و أنها مستعدة لأخذ مسافة من حليفها التاريخي.
و لا شك أن وضعية العلاقة بين موسكو و الرباط من جهة و موسكو و الجزائر من جهة أخرى هي من المسائل التي ستؤثر على درجة الانعطافة التونسية نحو موسكو خاصة و أن تونس محكومة أيضا بسياقات و ارتباطات يمكن القفز عليها لغويا و لكنها ضاغطة و مؤثرة فعليا و يكفي أن نستحضر هنا إلغاء الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها لافروف منذ أشهر إلى تونس في آخر لحظة.
هناك بكل تأكيد إمكانية الاستفادة من موسكو تجاريا و أيضا في السياحة و لكن ما هي حدود هذه الاستفادة خاصة في ظل تزايد العقوبات الاقتصادية الغربية ضد موسكو و هي عقوبات لا يمكن أن تتجاهلها تونس . تحتاج تونس إلى سيولة لتمويل الميزانية و لكن يصعب أن تجد ضالتها في موسكو . و قد تكون هناك نقطة التقاء في ما يتعلق بإيقاف الحرب في غزة و لكن لا يجب أن ننسى أن روسيا تبقى محكومة بمنطق الشرعية الدولية و لا تريد أن تخسر علاقاتها مع تل أبيب.
و مع ذلك تبقى زيارة سيرغي لافروف إلى تونس مهمة في أبعادها الرمزية خاصة وأن تونس لم تشهد منذ أشهر زيارات مهمة و أن عديد المؤشرات تفيد بوجود فتور في علاقات تونس مع الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد الأوروبي