رغم ان الاجماع حاصل اليوم ان الثورات العربية صنيعة القوى الخارجية التي مهدت صعود التيارات الدينية والاسلام السياسي وان المحافظين الجدد في امريكا وراء مايسمى زورا بالثورة السورية والليبية.
الا ان ما كشفته “هيلاري كلينتون” احد الفاعلين في السياسة الامريكية في كتاب مذكراتها الذي صدر منذ اسابيع بعنوان الخيارات الصعبة حول كواليس الانقلاب على بن علي في تونس مثير للجدل و النظر.
القرار كان امريكيا بامتياز
حيث كشفت كلينتون بان امريكا قررت اغلاق المجال الجوي التونسي مساء 14جانفي 2011 و تحضير قوات المارينز المتمركزة بالقاعدة الامريكية بصقلية بالقرب من الساحل التونسي في حال رفض بن علي التخلي عن السلطة سلميا ومغادرة تونس مع طمانة الاطراف المتعاونة معها في تونس بانها ستقدم لهم الحماية اللازمة فقط عليهم ان يقدموا عملية قلب النظام على انها ثورة.
من الكواليس التي كشفتها “هيلاري كلينتون” في كتابها ايضا ان امريكا استعانت بعلي السرياطي مدير الامن الرئاسي و رشيد عمار قائد الجيوش الثلاث حينها ووزير الدفاع رضا قريرة وفؤاد المبزع الذي اخلى مكتبه حسب الطلب وتنفيذا للمهمة فيما تولى السرياطي اعطاء الاوامر بعدم التدخل لحماية بن علي الذي سيجبره على التنازل عن السلطة والمغادرة و في صورة الرفض ستتدخل الادارة الامريكية و تغلق المجال الجوي التونسي بالتنسيق مع اطراف اخرى لكن الرسالة لم تصل الى بن علي مع العلم و ان رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع كان قد غادر مكتبه في انتظار الاعلان عن ما بعديات خروج بن علي.
للاشارة وهذا طبقا لما فضحته كلينتون فان القذافي بمجرد ان علم بما يحدث في تونس قرر دعم بن علي في صورة عدم استسلامه وتوعد باحباط الخطة الامريكية التي تسعى من خلالها الى اعادة الاسلاميين وهو ما جعله هدفها الرئيسي الثاني في نطاق نفس الخطة .
ا/ه