بعيدا عن ما اعتبره بيع الوهم للناس و الكذب عليهم باسم “ان النهضة هي المستفيد” اعتبر الأستاذ “عز الدين البوغانمي” إن “تكتل مكونات الجبهة لصالح حمة الهمامي ضد منجي الرحوي” لا يعني الآنحياز لحزب العمال ضد الوطد و لا هو تفضيل لحمة على منجي و لا علاقة له لا بالموقف المبدئي و لا بالقراءة السياسية لمقتضيات المرحلة و لا بالممارسة الديمقراطية، بل مرتبط بالطمع في مكاسب فردية خالصة.
و بناء على كل هذه المعطيات اكد “البوغانمي” ان اصرار الوطد على الذهاب إلى انتخاب ناطق رسمي و انتخاب مرشح للرئاسية في نطاق أوسع من المجلس المركزي “المجرثم” و المحكوم بالمنافع الضيقة الفاضحة.
و تابع قوله ان أحزاب الأغلبية بما في ذلك حزب النهضة الذي سيطر على الدولة و على الأرياف و الأحياء الشعبية لا نراها تناقش مرشحها للرئاسية و لا نداء تونس و لا التيار الديمقراطي و لا غيرهم.
الوحيد المنزعج و الخائف على منصب الرئاسة هو الطرف الأضعف على الإطلاق و الذي ليس له أي حظ في الفوز استنادا لاقواله.
و افاد انه لا شيئ ملقى لعامل الصدفة و ان المسالة واضحة وضوح الشمس فالمرشح للرئاسية لديه أمل و وعود من رؤوساء الاموال… و غيرهم. يعني القضية قضية جمع أموال. لا أكثر و لا أقل حسب ذكره.
و وضح من خلال ما كشفه عن كواليس الجبهة ان المستقلون الذين التحقوا بالجبهة هم اليسار الثقافي و الاجتماعي الحقيقي و هم الثقل النوعي الذي جعل من الجبهة الشعبية قوة سياسية رئيسية في 2014. و هذا موضوع تم دفنه و السكوت عنه عمدا.
و تم استصغار المستقلين و الاستخفاف بهم في البداية ثم شيطنتهم و الهجوم عليهم في مرحلة أخرى و قد اضطروا للمغادرة حين اقتنعوا بأن الجبهة صارت مجرد لقاء محاصصة بلا أفق و بأن الحلم التاريخي و المشروع الوطني تم اغتياله يوم 6 فيفري 2013 و تم دفنه يوم 25 جويلية من نفس السنة و ان ما بقي من الجبهة بعد 2013 دم الشهيدين على الأكتاف و الشباب النابض بتونس الحرة و الواقف على جرح فاجعة الآغتيال. و بجانب الشباب هنالك “البوكت” و “الوطد” ككيانات تنتمي لما قبل 14 جانفي بكل ما فيها من فشل و حزن و تمزق و زعامتية و قد عادت تلك الأمراض دفعة واحدة لتنسف الحلم و تتربع مكانه.
اما بقية مكونات الجبهة حسب توصيفه مناضلون محترمون جدا مثلا في (الطليعة العربية) و في (التيار الشعبي). و لكن بالمعنى الحزبي هم مناضلون و أسماء لامعة و ليسوا تنظيمات جماهيرية حقيقية.
و مع الأسف خراب الجبهة و موت المشروع خلق نوعا من الطمع الخسيس بحيث أصبح ممثلو المكونات الصغيرة للجبهة سجناء نتائج انتخابات 2019. يعني مصيرهم مرتبط بالمحاصصة القادمة. فهدف ضمان مقعد في البرلمان في الآنتخابات المقبلة هو الذي يحدد مواقف هؤلاء من مسألة مرشح الجبهة للرئاسية. هذا عدا بعض الفتات المالي لتسديد كراء مقر هذا الحانوت “الحزبي” أو ذاك ونحو ذلك من المنافع الصغيرة.
أسماء و هاجر