اونيفار الاثنين يكتبه نور الدين بالطيب :استمعت إلى المسرحية نجوى ميلاد في شريط فيديو نشرته على شبكة الفايس بوك تحدثت فيه عن المهرجانات وعن اقصاء المسرحيين الذين لم يجدوا أي مكان لهم حتى العروض المدعومة التي تدفعها الوزارة لا تلقى ترحيبا من هيئات المهرجانات التي لا تبحث إلا عن العروض الموسيقية بل حتى عروض الموسيقى لا تقتني إلا عروض “الربوخ “والمزود و”الفن الشعبي “وكأن هذا اللون من الموسيقى هو اللون الموسيقي الوحيد !
هذا الوضع الذي أنتهت إليه المهرجانات في الحقيقة ليس خاصا بهذا العام بل بدأ مسلسل الأنهيار منذ التسعينات ومنذ أن تخلت وزارة الثقافة عن الأشراف المباشر عن منظومة المهرجانات والاكتفاء بمهرجاني قرطاج والحمامات ويبدو أنه حان الوقت لرفع شعار “كفى مهرجانات “! فعلا يجب أن يتوقف هذا النزيف وهذا العبث بالذوق واهدار المال العام كما يجب أن يتوقف تناسل المهرجانات فقد أصبح لدينا في أكثر من مدينة أكثر من مهرجان وكلها تتمتع بتمويل عمومي وٱخرها في ضاحية حلق الوادي الذي كان فيها مهرجان عريق منذ سنة 1976 وكان متخصصا في المسرح وهو مهرجان مسرح البحر الأبيض المتوسط زمن منصف السويسي وأمحمد مطيمط رحمهما الله كما أداره بأقتدار حمادي المزي وأحمد عامر رحمه الله واليوم ولد مهرجان ٱخر في حلق الوادي !
وحلق الوادي ليست إلا نموذجا للمدن التونسية التي فيها أكثر من مهرجان ووزارة الثقافة مطالبة بإستعادة سلطتها على المهرجانات ووضع للأنتصاب الفوضوي وأهدار المال العام .
فإلى حدود أول التسعينات كانت المهرجانات مصنفة إلى دولية ووطنية ومحلية لكن اليوم غاب التصنيف وأصبحت كل المهرجانات دولية دون أن تكون لها أي صفة من صفات التدويل .
فلا بد من العودة إلى التصنيف القديم للمهرجانات والفصل بين مهرجانات دولية تحت الأشراف المباشر للوزارة وهي الحمامات قرطاج اللجم للموسيقى السمفونية دقة الجاز في طبرقة الصحراء في دوز ….ومهرجانات وطنية تدعمها الوزارة بالعروض ومهرجانات محلية .
إن أستقالة الوزارة والأكتفاء بالتمويل فقط هو الذي تسبب في هذه الفوضى وغياب الحد الادنى في المستوى الفني تحت شعار “الجمهور “فمهمة الوزارة هي تعديل الذوق ورفع مستوى التقبل وليس مجاراة الجمهور بتمويل عروض لا قيمة فنية لها فكفى مهرجانات ترذل الذوق وتنهك المالية العمومية .