لم يعد الوسط الثقافي التونسي تقليد تكريم الأحياء الذين يتم تجاهلهم في حياتهم وهو التقليد الذي قال عنه علي الدوعاجي
عاش يتمنى في عنبة …مات جابولو عنقود
ما يسعد فنان الغلبة ….كان من تحت اللحود
هذه القاعدة المؤلمة التي ميزٌت الحياة الثقافية لعقود قطع معها مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين الذي كرٌم مساء امس السبت مؤسسه أنور الشعافي في حفل بهيج حضره عدد كبير من المسرحيبن ومن المثقفين الذين رافقوا الشعافي في مسيرته الزاخرة أنطلاقا من المعهد العالي للفن المسرحي وجمعية مسرح التجريب فمهرجان مسرح التجريب وأدارة المسرح الوطني مرورا بتأسيس مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين الذي كرٌمه مساء أمس كما تحمل الدورة أسمه .
حفل الأفتتاح تضمٌن عرضا لأحدث أعمال الشعافي كابوس أنشتاين الذي أنتجه مسرح الاوبرا وتوٌج بنقاش عميق مع الجمهور وهو التقليد الذي أسسه أيضا أنور الشعافي الحاضر في كل تفاصيل المدينة التي أحتفت به وحملت شوارعها وجدرانها معلٌقات تكريمه في مشهد غير معهود في الثقافة التونسية خاصة في المدن الداخلية التي تقسو على أبنائها وتبادلهم العطاء بالجحود والنكران .
وستتواصل فعاليات المهرجان طيلة هذا الأسبوع مع العروض المسرحية والتربصات وفن الشارع والندوة الفكرية وينتظر هذا المهرجان بعد ثلاثين عاما من تأسيسه لفتتة من وزارة الشؤون الثقافية ليكون مهرجانا دوليا خاصة أن تأسيسه سبق تأسيس مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي .
فأنور الشعافي الذي لم يقعده المرض على مواصلة العطاء المسرحي جدير بهذا التكريم ومدنين أسٌست لتقليد جديد غير معهود في المهرجانات التونسية .