تونس – “الوسط نيوز” : كتب مصطفى المشاط
-
جوع التونسيين سيكون باهضا هذه المرة…
كان من الواجب منح الثقة لحكومة الفخفاخ الجديدة… و الانطلاق بنسبة ولو ضعيفة من حسن النية في انتظار مؤشرات جدية و حقيقية تعزز هذه الثقة.
و بعد الحصول على ثقة مجلس الشعب تعززت بتفويض قوى تمركز الفخفاخ ظلت نفس الانتظارات قائمة… إلا أن مختلف المؤشرات و القرارات و الإجراءات اتت بعكس ما كان منتظرا… و لم تترك للتفاؤل سبيلا مادامت قرارات تبدو بسيطة… لكنها خطيرة المرامي و الدلالات ….!!!!
فقد اقبل الفخفاخ أمس على تعزيز جيش مستشاريه في القصبة بمستشار جديد برتبة وزير و هو عماد الحمامي و مستشار برتبة كاتب دولة و هو أسامة بن سالم و كان قبلهما عين جوهر بن مبارك الحزقي مستشارا له في القصبة و يبدو أنه في طريق تعيين مستشارين جدد من حزبي التيار الديمقراطي و حركة الشعب خاصة.
علما أن تركيبة رئاسة الحكومة فيها وزيران لنفس المهمة هما العياشي الهمامي و علي الحفصي فضلا عن وجود مدير ديوان اختصاص علم نفس،،،!! و في ذات الوقت رئيس ديوان و هي بدعة و سابقة لم يعرفها تاريخ الحكومات في العالم. طبعا كل مستشار جديد سيحصل على امتيازات من سيارتين لأصحاب رتبة وزير إلى السائق والحراسة و وصولات البنزين و كاتبة خاصة و فريق عمل و كل هذا على حساب ميزانية الدولة المنهكة.
هذا التمشي الذي اختاره الفخفاخ يدفع التونسيين إلى اليأس منه و من إمكانية أي إصلاح يمكن أن يقوم به.
ففي الوقت الذي يتم فيه اقتطاع يوم عمل من الموظفين المنهكين بارتفاع الأسعار و الأداءات. و في الوقت الذي يجوع فيه التونسيون من أصحاب المهن الهشة و المداخيل الضعيفة و غير القارة يجد الفخفاخ رئيس الحكومة الثورية التي تريد مقاومة الفساد اعتمادات لتعيينات عشوائية من أجل إرضاء حركة النهضة عنه حتى لا تفكر في سحب الثقة منه بعد كورونا و هو الاحتمال الذي يبقى واردا. أما مصلحة البلاد و مستقبل التوازنات المالية و ترتيب الأولويات فهو غير موجود في القاموس الحكومي!
إن ما يقوم به الفخفاخ هو انتحار سياسي فجوع التونسيين سيكون ثمنه غاليا و لا أعتقد أنهم قادرون على الصمت على ما يحدث أكثر مما صمتوا.
و قد يكون الحريق هذه المرة متجاوزا لكل الحدود و المقاييس و اختيار الفخفاخ رضا النهضة مهما كان الثمن ستكون له هذه المرة مضاعفات خاصة بعد تلويحه بأن هناك إجراءات أخرى موجعة قادمة.
على أن الملفت للانتباه و الذي لا بد أن يتفطن إليه اليأس الفخفاخ بالذات ان نفس مؤسسات سبر الآراء أعطت سابقا ليوسف الشاهد… و في نفس مرحلة الحكم نسبا عالية من الرضى…!!!!! اما عن مصير كل من تحالف مع النهضة فالأمثلة كثيرة…. متعددة….!!!!!!
… و العبرة …… لمن يعتبر…..!!!!؟؟؟