تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
-
استمرار الدولة و التزامات تونس مع المانحين
قدم صباح اليوم الرئيس قيس سعيد خطابه إلى الشعب التونسي بعد أدائه لليمين الدستورية ليصبح رسميا الرئيس الجديد للبلاد…
خطاب سعيد غلب عليه في مستوى الشكل التعبير الأنشائي و اللغة الخطابية الخالية من الروح قياسا بسلفه الباجي قايد السبسي لكنه تضمن رسائل مهمة من الواضح أن سعيد توجه بها إلى أنصاره و المحسوبين عليه بالتأكيد على أستمرارية الدولة و علوية القانون و لحركة النهضة بحديثه عن حياد الإدارة و القطع مع تداخل الحزب مع الدولة و لأنصار النظام السابق بتأكيده على الداعين للعودة إلى الوراء يلهثون وراء السراب.
كما أشار في أكثر من مرة لروح الثورة و شهدائها أكثر حتى من الإشارة لزعماء الحركة الوطنية و بناة دولة الأستقلال الذين غابوا تماما عن خطابه مثل الزعيم الحبيب بورقيبة و المنجي سليم و الطيب المهيري و فرحات حشاد.
و رغم هذه النقائص يبقى تأكيده على أستمرارية الدولة و ألتزامات تونس مع المانحين و المنظمات الدولية رسالة طمأنة وسط موجة الثورجية التي رافقت صعوده كما ألتزم بأن يصون الحريات و مكاسب المرأة و الدستور التونسي و هذه نقاط مهمة من شأنها أن تطمئن التونسيين الذين أثارهم ما تنشره الصفحات الموالية له.
لكن من جهة أخرى كشف هذا الخطاب عن منطق شعبوي في التعامل مع القضايا الأقتصادية الكبرى مثل دعوته إلى حملة تبرع بيوم عمل كل شيئ على مدى خمس سنوات لتجاوز مأزق المديونية التي يفترض أن تحل بأجراءات صارمة في مستوى الجباية و تشديد الرقابة على صرف المال العام و هو ماغاب عن خطابه.
كما غاب عنه الحديث عن علاقتنا مع الشريك الأول و الممول الأول لتونس و هو الأتحاد الأوروبي إلى جانب غياب قضايا ليبيا و سوريا فالواضح أنه كتب هذا الخطاب ليس بمنطق رئيس دولة بل كناشط سياسي حالم.
و الثابت أن قصر قرطاج و مسؤولية الأمن القومي و الدفاع و الديبلوماسية ستغير كثيرا من فهمه للملفات و طريقة التعاطي معها.