اونيفار نيوز- ثقافة عن دار محمد علي الحامي العربية صدر كتاب جديد عن الشهيد والزعيم النقابي فرحات حشّاد بعنوان ” في فكر فرحات حشّاد ” تضمّن مجموعة من النصوص والوثائق جمعها وقدّم لها الدكتور الأسعد الواعر .
مقالات هذا الكتاب التي جمعها الواعر تعود إلى سنة 1949 وهي منشورة في الصحف التي كانت تصدر انذاك باللغتين العربية والفرنسية مثل ” “صوت العمل “و ” النهضة” و” الزهرة” و” الحرية ” و” الأسبوع ” و” المرآة” ومجموعة أخرى من الصحف الفرنسية التي كانت تصدر في تونس .
ويعتبر الباحث الدكتور الأسعد بالواعر أن حشّاد لم يكن مجرد نقابي يدافع عن حقوق العمّال ويناضل من أجل التحرّر الأجتماعي بل كان مفكّرا يفكّر في سعادة الأنسان كما كان سياسيا أيضا .
يقول الواعر ” إن نظام القول الحشّادي في عام 1949قد بلغ به نضجه العلمي إلى مرتبة الحديث في الإنسان الكوني وليس فقط الحديث عن الإنسان التونسي العامل “
ويضيف ” لقد كان حشّاد أيضا يمارس عمليا السياسة العالمية الكونية ،أي أنّه لم يكتف فقط بالتنظير العلمي المجرّد لطبيعة العلاقات الممكنة بين النقابي والسياسي بل كان حاضرا ومحاضرا بالتمام والكمال في المؤتمرات النقابية والسياسية العالمية “
ويطرح الدكتور الواعر من خلال هذا الكتاب سؤالا مركزيا تطرحه مقالات حشّاد ” بأيّة قناعات فكرية يرجع الزعيم فرحات حشّاد العمل النقابي إلى العمل السياسي ليرجع السياسي بدوره إلى الإيتيقا ،وهي عنده إيتيقا السلام الكوني ؟ “
وإلى جانب مقالات حشّاد تضمّن الكتاب مجموعة من الوثائق التي تضئ جانبا كبيرا من تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل منها برقيات الأضرابات ورسائل مع زعماء نقابيين في فرنسا ولوائح المؤتمر الثالث للأتحاد العام التونسي للشغل منها لائحة المطالبة بحل المجلس الكبير وتعويضه بمجلس وطني تشريعي منتخب ولائحة حول معمل الأسمنت ببن عروس ولائحة لتغيير قانون الصحافة ولائحة مطالبة الحكومة بحماية الطفولة وغيرها .
وتبرز هذه الوثائق أن الاتحاد العام التونسي للشغل زمن حشّاد ورفاقه لم يكن مجرّد منظمة ترفع شعارات مطلبية بل كان له تصوّر لتونس في مختلف المستويات الأجتماعية والسياسية والأقتصادية والثقافية .
نور الدين بالطيب
