على هامش الاحتفالات بعيد الشغل تقفز الى الذهن بالضرورة صور مرارة الواقع في تونس التي تحتل المرتبة التاسعة عالميا من حيث نسبة البطالة من مجموع اكثر من 200 دولة في العالم بحسب تقرير أعده صندوق النقد الدولي.
هذا فضلا على النسب المفزعة حيث حسب اخر احصائيات المعهد الوطني للاحصاء فإن نسبة البطالة بلغت 15 فاصل 4 بالمائة في الثلاثي الرابع لسنة 2018 و تحتفل بلادنا بعيد الشغل في ظلّ أكثر من 642 ألف عاطل عن العمل.
فيما يشكو قرابة ثلث خريجي التعليم العالي أكثر فأكثر من ظاهرة البطالة التي ارتفعت في صفوفهم بنحو 11 ألف عاطل جديد عن العمل أي بنسبة 29 فاصل 7 بالمائة.
كل هذا وسط إعدام لأي أمل للانتداب في الوظيفة العمومية التي تطئ بابناء الجماعة من الإرهابيين الذين سموا باطلا بالمتمتعين بالعفو التشريعي مع اليقين التام ان هناك انتدابات تتم تحت الطاولة و لازلنا نتذكر واقعة تسمية ابنة النهضاوي رضوان المصمودي تحت عنوان كفاءة نادرة المدخل الجديد للتعيينات الولائية.
و شر البلية ما يضحك اننا الْيَوْمَ نعيش حالة بطالة عامة و شلل اقتصادي في البلاد بسبب الاحتجاجات المتكررة و راينا ما لا عين رأت في هذه السنوات السوداء من الإجراءات الموجعة وسط حديث عن غياب الاستثمار تماما بما ينبئ ببقاء الحال على ما هو عليه.
يأتي كذلك عيد الشغل و نحن على أعقاب ذكرى شهداء الخبزة بالسبالة و امثالهم كثيرون في جميع اصقاع تونس تؤرخ لغياب الضمانات للمهمّشين فان كانت رمزية هذا العيد تحيلنا أساسا الى حقوق العمال و الدفاع عنهم و كلنا يذكر واقعة شيكاغو التي كانت كلفة الدفاع فيها عن العمال باهظة وصلت حد إعدام زعماء اليسار فإننا في تونس نؤبن عمالنا في ذكراهم و نئدهم على الطريقة التونسية و نكتفي بالتنديد و كاننا نعيش جزاء سنمار بفضل مجموعة براقش ممن حكمونا بعد الثورة.
فلا يمكن الا ان ننعى الشغالين في عيدهم و نتسعير قول المتنبي عيد بأية حال جئت يا عيد فيما نهنئ الطبقة السياسية التي ظهر عليها ترف النعيم و هو ما سيجعلها تتشبث اكثر بالسلطة و لنا في قيادات النهضة دليل فمن كان يقطن بحي التضامن الْيَوْمَ يعيش في الأحياء الراقية و من كان يلبس الرث من الثياب الْيَوْمَ يرفل في الحرير و يركب السيارات الفارهة و لا نملك إلا أن نقول لك الله يا تونس.
هاجر و أسماء