وجه المسؤول السابق و الناشط السياسي المشهود له بمواقف تاريخية السيد يوسف الرمادي رسالة متميزة إلى الرئيس الباجي قايد السبسي في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد و نظرا لاهمية و محتوى هذا الرسالة فإن “الوسط نيوز” تتولي نشر محتواها كاملا :
“رسالة خاصة لسادة رئيس الجمهوريّة
القانون الانتخابي فرصة لك لتبرز حيادك وتتجاوز أخطائك
لا يمكنك أن تنكر أن الثقة التي منحها لك ولحزبك أغلبيّة الشعب التونسي في انتخابات 2014كانت متميّزة وقد صُدِّقْتَ في كلّ ما طرحته من برامج وخاصة من نساء تونس اللاتي لم يدّخرن أي جهد لمناصرتك وتنصيبك رئيسا على تونس لمدّة خمس سنوات كما أنّ حزبك نداء تونس قد حاز ثقة أغلبّة محترمة لا لأنّه حزب عريق ولا لأنّه جرّب من طرف السغب التونسي بل لأنّه كان حزب الباجي فكنت أنتَ الضامن بالنسبة لهذا الحزب لدى الشعب وكانت لك وعود خلّابة ومنها أنّك والنهضة خطّان موازيان وكان لهذا الوعد وقعه في نفوس كلّ التونسييّن الذين عانوا من ما لا تتسع لذكره الكتب من حكم النهضة وخاصة تهديد الدولة المدنيّة وقد صدّقك الشعب الندائي وكلّ المساندين لك يوم أن إعتذرتَ بأنّ الناخب لم يعطك الأغلبيّة التي تمكّنك من الحكم وجاءت حكومة الحبيب الصيد ورغم أنّ الر جل قام بدوره على أحسن ما يرام لأنّ حالة الدولة وخاصة من الناحيّة الماليّة التي تركت النهضة عليها البلاد صعبة جدّا لكنّك و لاسباب يجهلها أغلب الناس لكن لم تغب عن العارفين بخيوط السياسة فقد أخرجت اسم يوسف الشاهد من تحت الطاولة وتركته يتخبّط في تسيّر دولة في ظروف صعبة وليس له لا تجرب ولا كارزما لتسيّرها ثم كان ما كان لك مع يوسف الشاهد الذي هاجمك وهاجم ابنك وخان أمانتك وهذا من عدالة الإلاه لأنّ اختيارك له لم يكن نزيها فكنت تهدف للتقارب في السنّ والعائلي وغير ذلك بين الشاهد وابنك للسيطرة على البلاد وبمساعدة صديقتك النهضة سوف يمهّد لهما الطريق للحكم تونس مستقبلا لكن غاب عنك أنّ العوامل التي كنت تضمّ أنّها عوامل تقارب هي بالتجربة عوامل تنافر إذ يدخل عامل الحسد و الأثرة وكان أوّل من تضرّر الدولة ثمّ ارتمى الشاهد في أحصان النهضة التي صارت صاحبة القرار الحقيقي في الشأن التونسي بعد أن انتخب الشعب حزب الباجي ليحكم وبقيت أنت في قصرك ملوما محسورا ملوما من الشعب ومحسورا لما كافأك به الشاهد.
و اليوم لنعتبرهذا من الماضي الذي سيذكره التاريخ بأكثر دقّة وتفصيل واليوم فأنت شاهد عيان ورجل قانون ومؤتمن على الدولة هل ستبقى شاهد زور على مظلمة تُرْتكب وتُوظّف فيها كلّ إمكانيات الدولة وذلك بارتكاب مخالفة أخلاقيّة وذلك باستعمال القانون وأنت-ياسادة الرئيس- أعرف الناس من هي الهيئة الوقتيّة لدستوريّة القوانين فاستمع للأستاذ بن مسعود واللناني وغيرهما وستعرف أنّ من واجبك ومن حقّ الشعب عليك أن لا تستهين بهذا الموصوع وذلك بأن لا تمضيّ هذا القانون وأن تبرّئ دمّنك وتعرض القانون على استفتاء الشعب الذي نصّبك في قرطاج فإن كنت حقّا من رجال بورقيبة وهي الصفة التي من أجلها كسبتَ ثقة الشعب وكلّ ما هو خلاف هذا يعتبر منك “رجعتْ حليمة لعادتها القديمة ” ويؤكّد أنّ ما توجهتَ به للشاهد في افتتاح مؤتمر النداء هو الذي يوجّه اليوم مواقفك طمعا في وفاق بينه وبين ابنك حتّى بالدوس على قيم الجمهوريّة وما يقتضيه تقلّدك لهذه المهمّة المقدّسة وإن هذه القيم هي التي أدخلتك للتاريخ كالرجل الثاني بعد بورقيبة فإنّ موقفك اليوم من قانون الانتخابات الجديد الذي هو بالإجماع جائر سوف يخرجك من الباب الصغير وسوف لن يذكرك التاريخ هذا إذا لم يذكرك بأمور أعلم أنّك لا ترضيك بعد انتقالك للرفق الأعلى بعد طول العمر يقول تعالى
فليؤدّ الذي أؤتمن أمانته وليتّق الله ربّه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنّه آثم قلبه والله بما تعملون عليم
ومن أنذر فقد أعذر و السلام”