الوسط نيوز – القسم السياسي
لم يختلف حديث راشد الغنوشي لوكالة الأنباء الفرنسية أمس الحميس عن خطاب الأخوان المسلمين في مصر بعد الأطاحة بحكمهم في أنتفاضة 30جوان 2013.
الغنوشي هدد بأنتفاضة أنصاره في الشارع لاستعادة ما سماه بالديمقراطية ورفع الأثقال عن البرلمان حسب المصطلح الذي أستعمله وقال أن عشرة آلاف من أنصاره كانوا متجهين نحو البرلمان لكنه طلب منه التريث والأنسحاب وأشار زعيم النهضة أنه لا تواصل مع الرئيس ولا مع المقربين منه منذ الأحد الماضي وأكد أنه لا شرعية لحكومة لا تمر عبر البرلمان داعيا لحوار وطني حول الحكومة .
راشد الغنوشي تجاهل في حديثه الأقرار بمسؤولية حزبه في حالة الانسداد السياسي الذي دفع قيس سعيد لتعليق عمل مجلس نواب الشعب وفي عدم تركيز المحكمة الدستورية وفي صياغة دستور كله مطبات وهي المطبات التي وجد لها الرئيس التأويل والتكييف الدستوري الذي علق به أعمال مجلس نواب الشعب الغرفة التي كانت النهضة طيلة عشر سنوات تدير منها تونس.
حديث الغنوشي لا يخرج عن باب التهديد والوعيد فمعظم التونسيين حسب أستطلاعات الرأي يساندون سعيد في قرار تعليق البرلمان الذي يعتبرونه هو العائق الكبير الذي تعاني منه تونس عشر سنوات ويطلبون حله وتعديل النظام السياسي والقانون الأنتخابي وحل هيئة الانتخابات التي شكلتها النهضة حسب قانون الغلبة الذي فرضته على البلاد .
وتجاهل الغنوشي أن عددا محدودا من أنصاره وقف أمام مجلس نواب الشعب مساندة له في الوقت الذي غمرت فيه الفرحة الشارع التونسي شمالا وجنوبا أحتفالا بتجميد المجلس كما هاجموا مقرات حركة النهضة تماما مثلما حدث في جانفي 2011لكن يبدو أن راشد الغنوشي لم يقرأ كل هذه الرسائل ومازال يتوهم أن حركته مازال ذلك التنظيم الحديدي الذي يقاد بالأزرار لحرق البلاد كما فعلوا في الثمانينات والتسعينات .
فحركة النهضة ليست في مواجهة اليوم مع النظام بل مع الشعب التونسي الذي عرف معها سنوات من القهر والجوع وغياب الدولة .