تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
بعد أن فعّل الرئيس قيس سعيد الفصل الثمانين من الدستور دون الألتزام بالحيثيات الدستورية منها التشاور مع رئيس مجلس النواب و التوجه بكلمة للشعب… يسعى رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ إلى الحصول على تفويض من مجلس نواب الشعب لإصدار المراسيم التي تقوم مقام القوانين التي يصادق عليها المجلس خلال شهرين بسبب الظرف الخاص الذي تعيشه البلاد.
قيس سعيد أستند في طلبه إلى الوضع الخاص الذي تعيشه البلاد و الذي لا يتحمل الأنتظار في مستوى قوانين عاجلة و ملحة على المستويين الأجتماعي و الأقتصادي و المرور عبر مجلس النواب يحتاج وقتا طويلا و أجراءات معقدة و لكن طلب الفخفاخ قد يكون كلمة خير يراد بها باطل فقد رفض سابقا الحضور في جلسة طلبها المجلس لمناقشة قرارات تخص أزمة كورونا كما أن أرتباطه بالرئيس قيس سعيد الذي أختاره من آخرين كانوا منطقيا أقرب لهذا الموقع تجعله في نفس الخط مع سعيد الذي يجاهر بعدائه لمجلس نواب الشعب في كل الخطب التي ألقاها إلى حد الآن أمام الشبان الغاضبين في جهات مختلفة من البلاد. فقيس سعيد و إلياس الفخفاخ يعملان على أستغلال الظرف الذي فرضته كورونا على البلاد للأستفراد بالبلاد و أبعاد مجلس النواب صاحب السلطة الأصلية عن الحكم لذلك نفهم ردود الفعل الرافضة في أغلبها التفويض أو على الأقل تحديد مجالات التفويض حتى لا يكون صكا أبيض يمكن أن يفعل به الفخفاخ تحت تأثير و توجيه من الرئيس قيس سعيد ما يراد.
و تسير جلسة اليوم في اتجاه رفض يبدو أنها تسير في أتجاه رفض التفويض لتدخل البلاد حلقة جديدة من التجاذبات بين هواة السياسة الذين يقودونها للهاوية لقد عرت و فضحت أزمة كورونا الطبقة السياسية الجديدة التي ظهر أغلبها بعد 14 جانفي و من لم يكن طارئا على المشهد السياسي فقد كان سابقا حبيس السرية مثل حركة النهضة و حركة الشعب أو الناشطون فيما يعرف بالحركة الحقوقية مثل جماعة التيار الديمقراطي فقد أثبتوا من خلال وزارئهم في هذه الفترة القصيرة أن بينهم وبين ممارسة السلطة مسافات السماء و الأرض و الأرتباك الذي نعيشه يوميا في التعاطي مع أزمة كورونا في جميع المستويات في تزويد السوق في المؤسسات الصحية في تطبيق القانون والصرامة الأمنية كلها دلائل على أن تونس يحكمها هواة و سيكون الثمن للأسف غاليا.