-
عندما يتحول محمد الغرياني إلى “مقاول” المصالحة الوطنية لدى حركة النهضة…!!!
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
تزامن أستهداف رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي أمس الأول من أعضاء في كتلة أئتلاف الكرامة مع أستقبال راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب و رئيس حركة النهضة لمحمد الغرياني آخر أمين عام لحزب التجمع المنحل و الذي لا يترك فرصة واحدة لأبداء آيات الأعتذار و التقدير و طلب الصفح من حركة النهضة المسؤولة في الأصل عن الكثير من الجرائم ضد الدولة و مؤسساتها و من أشهر ها تورطها في العنف و تأسيسها لثقافة المولوتوف التي بدأتها منذ أواخر الثمانينات و تورطها في تفجيرات النزل صيف 1986 و فيما بعد في جريمة باب سويقة التي أعترفت بها الحركة و فسرتها في إطار تحرير المبادرة كما قال عبد الفتاح مورو ثم في المحاولة الأنقلابية في براكة الساحل.
حركة النهضة تسعى اليوم عبر محمد الغرياني و كمال مرجان و بعض “القياديين” الموالين لها سواء في إطار سياسة الأختراق أو سياسة”التوافق الدولي” إلى محاولة التصالح مع الدساترة دون أن تقدم أي أعتذار عن كل الجرائم التي أرتكتبها و في المقابل تطالب الدساترة بالأعتذار و قد وجدت في عبير موسي وحزبها حجرة عثرة كبيرة لذلك تحاول تقريب التجمعيين المقربين منها و أولهم محمد الغرياني الذي يطرح العديد من التساؤلات الجدية حول تواجده في التجمع الدستوري الديمقراطي منذ الثمانينات نظرا لعلاقات الغرياني مع “الأسلاميين” منذ الثمانينات لكن السؤال الكبير الذي بقي غامضا هل كانت علاقات الغرياني مع حركة النهضة و قياداتها عندما كان سفيرا في لندن بعلم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في إطار فتح قنوات غير رسمية مع الأسلاميين أم كانت أختراقا للنظام التونسي و أجهزته الأستخباراتية و هذا رهان صعب لأن نظام بن علي كان من أقوى أنظمة المخابرات في العالم؟
الواضح من خلال رهان راشد الغنوشي عن محمد الغرياني المعروف بخدماته الجليلة للأخوان و دوره في إسقاط نظام بن علي أن المستهدف الأول من هذه المصالحة هي عبير موسي وحزبها فعدد كبير من التجمعيين دخلوا لبيت الطاعة الأخواني و يبحثون عن أدوار جديدة عبر ما يسمى ب”المصالحة الوطنية” التي يسعى من خلالها راشد الغنوشي لأن يكون في صورة “الزعيم الوطني” بعد وفاة الباجي قايد السبسي و فقدان العائلة الدستورية لزعيم في حجمه.
فهل ينجح راشد الغنوشي في تصفية عبير موسي سياسيا و محاصرتها ودعم “المتحولين السياسيين” من العائلة الدستورية من أجل أن ينصب نفسه “زعيما وطنيا” أم تنجح عبير موسي في إعادته لحجمه الطبيعي كزعيم للأخوان المسلمين المحاصرين في دول العالم؟
و في أنتظار أكتشاف الأجابة عن هذا السؤال يبدو أن الغنوشي أخطأ في أختيار الغرياني لقيادة ملف المصالحة لأنه لا يمثل إلا نفسه و في أقصى الحالات كمال مرجان الذي خسر كل رصيده منذ أن رضي أن يكون مجرد وزير بلا صلاحية في حكومة تسيطر عليها حركة النهضة.