لأول مرة في التاريخ، يتراجع سعر برميل النفط الامريكي إلى ادنى مستوياته ليصبح أقل من صفر دولار للبرميل الواحد، بعد أن انخفضت الأسعار بنسبة 147 بالمائة في سوق أغرقها الخام وتأثرت بغياب الطلب بسبب تفشي فيروس كورونا. هبوط سعر برميل البترول لأول مرة في تاريخ سوق النفط العالمي إلى ما دون السالب كان وراءه أسباب عديدة لعلى أهمها، امتلاء مخازن الوقود الخام في الكثير من الدول، و ذلك نظرًا لقلة الطلب على الشراء وتراجع عقود الخام، بالاضافة إلى قلة الطلب و الشراء على البترول بسبب انتشار وباء كورونا و الذي أثر بشكل كبير على كافة اقتصاديات العالم.
وصول السعر إلى حدود السالب يعني أن من يريد أن يبيع النفط سيدفع أموالا للتخلص منه بسبب عبء التخزين مع تخمة المعروض بالسوق العالمية. ويأتي ذلك بعد أن قام مضاربون بشراء عقود آجلة لخام النفط الأمريكي ولم يغلقوا هذه العقود و لم يشتر أحد منهم مع قلة الطلب حيث ستنتهي عقود شهر ماي اليوم الثلاثاء و بالتالي اضطروا لعرضها للبيع بالسالب من أجل عدم تحملهم عبء التخزين.
و يؤكد خبراء أنه تم تخزين كميات ضخمة من النفط خلال الفترة الماضية مع زيادة الإنتاج بالسعودية و دول أوبك، و ذلك في إطار حرب الأسعار و أيضا لمواجهة صناعة النفط الصخري، الأمر الذي سيؤخر ظهور تأثير اتفاق خفض إنتاج النفط لفترة من الزمن والتي ربما تطول بسبب حالة الكساد الاقتصادي العالمية.
و حسب آراء المختصين، فإن مؤشر سعر برميل النفط هوى على ثلاث مراحل، أولها كانت من 60 دولار إلى 20 دولار والمرحلة الثانية كانت من 20 دولار لـ 7.3 دولار، فأما المرحلة الثالثة التي شهدها يوم أمس الاثنين مرحلة قصوى وصلت الى 1.02 دولار للبرميل،
و تعتبر هذه النسبة الأولى في تاريخها، و ستظل أمريكا في معاناة حتى تعود تلك النسبة مرة أخرى لمقرها الأول، و لن يتم ذلك إلا بعد مرور أزمة كورونا.
و يزداد قلق المتعاملين من احتمال بلوغ منشآت تخزين النفط الحد الأقصى من قدرتها الاستيعابية مع تكدّس المخزون بعد انهيار الطلب الناجم عن تفشي وباء كوفيد-19.
فيما باتت عين المستثمرين على واشنطن حيث يعمل الكونغرس والبيت الأبيض على التوصل إلى خطة انقاذ اقتصادية بقيمة 450 مليار دولار مخصصة للأعمال التجارية الصغيرة تضاف إلى تريليونات الدولارات التي أطلقت لدعم الاقتصاد.
م.ي