
تونس – اونيفار نيوز يدرك المتابعون للسياسات الفرنسية أن ھذه السياسة تقوم ، في جانبيھا الداخلي والخارجي، على تبني ممارسات تتناقض بشكل كامل مع الشعارات المرفوعة .
ذلك ان عقدة فرنسا الأساسية و سبب تراجع دورھا ھو التغني بشعارات و ” مثاليات ” لا أثر لھا في الواقع .
و لا يمكن تنزيل ” صيحة الفزع ” التي أطلقھا ” مجلس الدفاع ” حول تغلغل حركة ” الإخوان المسلمين ” في المجتمع الفرنسي الا كشكل من أشكال تأكيد ھذه ” الازدواجية الفرنسية الھيكلية ” .
ذلك ان الحديث عن وجود تسعين ألف منخرط في فرنسا في صفوف ” الإخوان المسلمين ” يستدعي إطلاق صيحات فزع خاصة و ان ھذه الحركة ھي في العمق حركة ارھابية لا تتوانى عن اللجوء للعنف و الارھاب .
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه ھو معرفة مدى ” عجز ” الأجهزة الأمنية الفرنسية ، ذات التقاليد و الحضور في كل أنحاء العالم، عن رصد ھذا ” التغلغل الإخواني ” منذ البداية .
الجواب تأتي بعض الوقائع التي تؤكد أن حضور حركة الإخوان المسلمين في فرنسا قد وقع بمباركة و متابعة من الأجهزة الأمنية الفرنسية التي منحت لرموز الاخوان من عدة أقطار عربية اللجوء و استقبلتھم و تعاملت معھم بل أن بعضھم تحول إلى ” ھمزة وصل” بين الأجهزة و ” القواعد الإخوانية ” في فرنسا. و قد تجاھلت فرنسا الرسمية و أغلب رؤسائھا في السنوات الأخيرة تحذيرات من تزايد النشاط الاخواني و ما يمثلھ من خطر و الدور الذي تلعبھ قطر في تمويل مشروع يھدف إلى ” أخونة” المھاجرين العرب في فرنسا . لم ترغب فرنسا إلا في الحصول على الأموال القطرية و تعامت عن أنشطة تحدث عنھا الإعلام و الاكاديميون.
التخوفات التي عبر عنھا مجلس الدفاع الفرنسي متأخرة و محاولة للتغطية على تذبذب السياسات الفرنسية و خضوعھا لمنطق المصلحة الظرفية و ھي في نھاية الامر دليل إضافي على تواصل التراجع الفرنسي داخليا و خارجيا ….تراجع يجعل ” الديك الفرنسي ” يغرق في الوحل و يصيح مختنقا من فشل سياساته محاولا ايھام من يتابعھ انھ يصيح للتذكير بالقيم و المباديء