
- ماذا عن مصير أملاك و تراتيب دخول قيادات و مسؤولين جزائريين الى فرنسا….!!؟؟؟
تونس – اونيفار نيوز أنھت الزيارة التي أداھا منذ ساعات وزير أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسية ” جان نوال بارو ” للجزائر أزمة أخرى من ” الأزمات الدورية ” التي تحفل بھا العلاقات الجزائرية- الفرنسية منذ استقلال الجزائر سنة 1962.
لا شك أن حصول الشعب الجزائري على استقلالھ لم يكن بالأمر الھين و تطلب تضحيات جسام و ترك انتھاكات مروعة قامت بها السلطات الفرنسية في حق الشعب الجزائري و ظلت إلى حد الآن جرحا ترفض فرنسا الاعتراف بھ و الاعتذار عن فضاعاتھا .
و أبقت أيضا على ورقة معنوية و سياسية ھامة يستعملھا النظام الجزائري في ” مناوراته ” الداخلية والخارجية.
ھناك ما يمكن اعتباره ” ارتھانا متبادلا ” بين الجزائر و باريس في ظل الحاجة المتبادلة للطاقة و المنتوجات الصناعية و الفلاحية علاوة على أن حضور جالية جزائرية وازنة عدديا و بدرجة أقل معنويا في فرنسا يجعل من كل أزمة بين فرنسا و الجزائر أمرا فرنسيا داخليا تماما كما أن التاثير الفرنسي في بعض النخب السياسية و الثقافية الجزائرية يجعل من كل أزمة بين فرنسا و الجزائر أمرا جزائريا داخليا يكفي التذكير ھنا بما يسمى ” الحراك ” و أيضا محاكمة الكاتب بوعلام صنصال في الجزائر و التي كانت الورقة التي زادت في تغذية ” الأزمة الأخيرة ” و أيضا في تھدئتھا. تجندت فرنسا الرسمية للدفاع عن بوعلام ذي الجنسية المزدوجة حين ألقت السلطات الجزائرية القبض عليه عند حلولھ بمطار الجزائر و التقطت في ما بعد بارتياح إشارة النظام الجزائري حين اقتصر الحكم الصادر ضدھ على خمس سنوات و ھو ما يمنح الرئيس عبد المجيد تبون إمكانية إصدار عفو عليه.
و ليس من قبيل الصدفة أن يحل ” جان نوال بارو ” بالجزائر أياما بعد صدور الحكم.
الملفات العالقة بين البلدين متداخلة و متشابكة و حساسة و معقدة و لكن من الصعب حلھا في القريب العاجل لأنھا تمثل إلى حد كبير أحد مقومات شرعيتھما. زيارة ” جان نوال بارو ” سمحت بالاتفاق على إعادة التعاون في المسائل الأمنية و الديبلوماسية و القضائية و ھو ما تحتاج اليھ الجزائر و باريس خاصة مع سياسات ترامب المعادية للجميع و التي تشير كل الدلائل إلى أن ” مفاجآتھا المخيفة ” لن تتوقف. عودة الدفء في العلاقات بين فرنسا و الجزائر منحت جرعة ھواء لماكرون الذي يبحث عن دور جديد لفرنسا و أسواق للتجارة و الاستثمار و ھو ما تجلى في تعھد الجزائر في تمكين الشركات الفرنسية من جانب من السوق الفلاحية في الجزائر .
تحول وزير أوروبا و الشؤون الخارجية الفرنسي إلى الجزائر و ما رافق مراسم استقباله من ” فتور بروتوكولي ” تشبع إلى حد كبير ” غرور ” النظام الجزائري و تمنحھ مناسبة يحتاج لھا في السياق الحالي لابراز دورھ الاقليمي و حاجة الشركاء اليه علاوة على أنه رسالة دعم ضمني لاقطاب النظام الجزائري من ساسة و عسكريين خاصة و أن ھؤلاء يتغذون من فكرة أنھم محل استھداف و يغذون شعبھم بھا.
و لم تتسرب انباء لا عن مصير الكاتب بوعلام صنصال و لا خاصة نتائج “المفاوضات ” المتصلة بمصير أملاك و تراتيب دخول قيادات و مسؤولين جزائريين الى فرنسا….؟؟!!!