أونيفار نيوز- ثقافة باريس من مبعوثنا الخاص نورالدين بالطيب في الطابق السفلي لحي الفنون في مدينة الأنوار باريس تصلك كل ظهر أحد نغمات المألوف التونسي بأصوات تونسيين مقيمين في باريس معظهم اطارات عليا من أطباء ومهندسين وطلبة وأساتذة مفتونين بالموسيقى التونسية التقليدية المعروفة بالمالوف التونسي .
هذه المجموعة تلتقي كل أسبوع في إطار جمعية مالوف تونس بباريس التي أسسها مجموعة من المفتونين بالموسيقى التونسية وأولهم الفنان أحمد رضا عباس الذي أستقر في باريس منذ بداية السبعينات وشغف في البداية بالموسيقى السائدة أنذاك موسيقى الاحتجاج بعد جانفي 1978 خاصة لكنه حوّل وجهته فيما بعد إلى المالوف التونسي الذي يعد اليوم أحد “شيوخه “.
الجمعية تأسست في 2012 وقدّمت عرضها الأول في معهد العالم العربي بباريس في جوان 2014 وقدمت عرضها الثاني في 2015 في باريس أيضا كما عرضت في المغرب لكنها إلى اليوم وبعد أكثر من عشر سنوات من تأسيسها لم تتلق دعوة واحدة في المهرجانات التونسية حتى بعد تتويجها العام الماضي بجائزة أحسن جمعية ناشطة في الخارج من وزارة الشؤون الثقافية.
هذه الجمعية التي تعمل على الحفاظ على التراث الموسيقي التونسي يفترض أن تلقى دعما رسميا من البعثة الدبلوماسية الرسمية لكنها للأسف لم تجد أي دعم لا في تونس من وزارة الثقافة :المشاركة في المهرجانات مثل تستور والحمامات والمدينة ولا في فرنسا فدار تونس مثلا التي يفترض أن تكون أول من يفتح لها الأبواب للتمارين أو لحفل سنوي لم تجد إلا الصد في الوقت الذي تنظم فيه الدار أنشطة أخرى تطرد مالوف تونس وتحرم من التمارين لتضطر إلى تسوغ قاعة في حي الفنون وهو ما يمثل لها عبئا ماليا كبيرا.
ولعدم قدرتها على تقديم حفلات سنوية بسبب أرتفاع أسعار القاعات في باريس عوّضت ذلك بأصدار أسطوانات المالوف التونسي لحفظ المدونة الموسيقية وهي بصدد العمل الآن على أعداد “نوبة الذيل “.
هذه الجمعية تواصلت بتطوع أعضائها رغم غياب أي صيغة من الدعم وهم لا يطلبون أكثر من فتح دار تونس لهم للتمارين حصة في الأسبوع ومساعدتهم على تقديم عرض في معهد العالم العربي فهل هذا مستحيل ؟