https://www.facebook.com/abdmeki/videos/2313207185643101/
-
كيف تصمت النقابات على هذا السلوك و هذه الشعوذة…؟؟؟
منذ توليه وزارة الصحة أصبح عبد اللطيف المكي الأكثر حضورا في وسائل الأعلام للحديث عن مستجدات فيروس كورونا… و بعد تصريحاته الغريبة التي نفى فيها إنجاز مستشفى وحيد خلال حكم بن علي، و في الوقت الذي كانت تتعالى فيه الأصوات من داخل المؤسسات الصحية من أطباء وممرضين و تقنيين و أداريين بضرورة حماية الإطار الطبي و توفير الأمكانيات الصحية و اللوجستية لحمايتهم كان المكي يستعرض في عضلاته و يتحدث عن “الوضع تحت السيطرة” من الصباح إلى المساء فيما تتولى الجوقة النهضوية التمجيد والتهليل إلى حد أقتراحه كرئيس حكومة بديل ولم تتوقف هذه الجوقة الفايسبوكية عند أنصار النهضة فقط بل أصبح المكي شخصية “وطنية” بين عشية وضحاها بعد أن نسي الكثيرون ماضيه المتشدد و حصيلة أنجازاته الضحلة في مروره الأول بوزارة الصحة.
و لأن من شب على شيء شاب عليه؛ لم ينتظر المكي طويلا ليعود لصورته الحقيقية كقيادي أخواني لا يؤمن بالدولة فقد ظهر المكي في فيديو في أجتماع مع أطارات الوزارة و هم يؤدون القسم بشكل جماعي أمامه وهو سلوك يتناقض أساسا مع مفهوم الدولة و يذكرنا بالتنظيمات السرية التي يقسم المنتسبون إليها أمام الزعيم على الوفاء و الأخلاص و السرية!
و في هذا الأجتماع هناك أطباء أدوا القسم الطبي الذي لا يمكن لأي طبيب أن يباشر عمله دون أن يؤديه كما أن المكي بهذا السلوك حوّل وزارة الصحة إلى قطاع خاص به و ليس تابعا للدولة و ما قام به شكل جديد من أشكال الشعبوية التي لا نجد لها أي مبرر فالعاملون في وزارة الصحة هم موظفوا دولة والمكي ليس أكثر من وزير عابر وهم لا يعملون في ضيعته حتى يفرض عليهم قسما خاصا به فيه الكثير من الأستعراض و الشعبوية و أستغرب كيف صمتت النقابات على هذا السلوك الذي حول أطارات وزارة الصحة و كأنهم تلاميذ أو أتباع و مريدين للقيادي الأخواني عبد اللطيف المكي في الوقت الذي تتالى فيه فضائح الأهمال في المؤسسات الصحية و صرخات النجدة من الرابطة إلى صفاقس.
و حتى لا ننسى لابد من التذكير بأن عبداللطيف المكي من المجموعة التي أحتجزت عميد كلية العلوم بتونس الدكتور علي الحيلي عندما كان طلبة الأتجاه الأسلامي يرعبون الطلبة و الأطار التدريسي بممارسة العنف و قد توجوا نشاطهم في تلك السنوات بجريمة باب سويقة التي تورط فيها عدد من الطلبة تم تجنيدهم من قيادات حركة في الجامعة.
فمن تربى في هذا المناخ لا يمكن أن يكون وزيرا في دولة مدنية لها تقاليد عريقة مهما أدعى من مراجعات وهذا الفيديو ينسف كل محاولات تجميل عبداللطيف المكي التي قرأناها في عديد الصحف الألكترونية خاصة ؛ فمن تربى في ثقافة الشيخ و المريدين لا يمكن أن يكون وزيرا في دولة أسسها رجال بررة مثل الحبيب بورقيبة و علي بلهوان و الهادي نويرة و منجي سليم و الحبيب ثامر و غيرهم كثيرون رحمهم الله رحمة واسعة و دفع عن تونس هذا الوباء والبلاء.