مسار سياسي جديد في الجزائر عقب استقالة بوتفليقة و مطبات جديدة في الانتظار و استفزاز مغربي ملكي بامتياز مع قيام الجيش الملكي المغربي بمناورات هي الأكبر على حدود الشقيقة العدوة الجزائربالتوازي مع اعلان حفتر الحرب الغير معلومة العواقب من اجل تحرير طرابلس كلها علامات تنبئ بتغييرات لازالت مبهمة حول مصير المنطقة بأكملها و تداعيات ذلك على تونس.
السيد غازي معلى الخبير السياسي في الشأن الليبي قدم قراءته حول ما يقع في منطقة المغرب العربي إزاء تواتر الاحداث و عبر عن قلقه إزاء ما يجري في كامل المنطقة و هذا نقل حرفي لما ورد في نص تدوينته :
“في ليلة 14 افريل اصطدمت سفينة الأحلام «تايتانيك» في رحلتها الاولى عام 1912 الى نيويورك هذه الباخرة الذي قال عنها مصمًمها انها لا تغرق و لكن اصطدمت بجبل الجليد و وقعت اكبر كارثة بحرية في التاريخ.
و في افريل 2019 ينقلب الهدوء الذي كان يلف ساحة المغرب العربي و يصطدم بجبل الجليد الأول و المقصود هنا استقالة بوتفليقة و المسار السياسي الجديد في الجزائر و المحفوف بالمخاطر و كثير من المطبات مجهولة العواقب.
و من بعده جبل الجليد الثاني و هو اعلان المشير خليفة حفتر “غزوة طرابلس” و ما ممكن ان تمثله من هزة للاستقرار الأمني في المنطقة الممتدة الى جنوب الصحراء و الساحل و ثم جبل الجليد الثالث و المتمثل في التوتر بين الجزائر و المغرب بعد اعلان الأخيرة عن القيام باكبر مناورة عسكرية في تاريخها على حدود الجزائر.
فخلال ايامً من المفترض أن تنقشع الصورة حول الخريطة السياسية الداخلية للجزائر و لا بد من الإقرار أنّ هذا التحول السياسي ان نجح في الجزائر بهذه الطريقة الدستورية المرسومة بالمادة 102 في الدستور ستكون الأقل كلفة في تاريخ الربيع العربي من الناحية السياسية.
لكن المشكلة انّ الصورة في الشارع الجزائري لا تبدو واشحة وأنّ ضمان الوصول الى استقرار سياسي غير محسوم على رغم من كل الهدايا «التاريخية» الثمينة التي قدمها الجيش الى شعبه و هنا المشكلة.
الجيش الجزائري بانشغاله بالملفات السياسية في الداخل و كأنه اخل بالتوازنات العسكرية بالمنطقة فظهر جبل الجليد الثاني في العاصمة طرابلس و أعلن الجنرال المتقاعد خليفة حفتر غزوته على عاصمته و أعلن في خطاب ذكرنا بعبارات القذافي و نبرة جمال عبد الناصر مرصعة بجمل توحي لاتباعه السلفيين المداخلة و كأنها غزوة لتحرير مكة من المشركين و انطلق القتل العشوائي و القصف العبثي على المناطق المدنية و التحشيد العسكري و التجييش الجهوي المقيت لتعيش ليبيا حربها الأهلية الثالثة او الرابعة و لكن ممكن ان تكون الأطول و الاشرس على الإطلاق و هذه التداعيات الغير المباشرة لجبل الجليد الجزائري.
و في الحسابات هناك ما يقلق فلو انتصر حفتر فما سيكون مصير الربيع الليبي و هل تعود ليبيا الى عصر الحكم العسكري و لو انهزم هل تكون هذه بداية نهاية ليبيا الموحدة و تنطلق من جديد مواويل التقسيم و الفدرالية.
و قبل الوصول الى تونس التي مازالت لم تصلها لعنة النفط و الجيش المسيطر على مفاصل الدولة يظهر جبل جليد اخر في غرب المنطقة باستفزاز مغربي ملكي بامتياز و يقرر الجيش الملكي المغربي مناورات هي الأكبر على حدود الشقيقة العدوة الجزائر و كأن الجزائر لا يكفيها همومها في حدودها الجنوبية مع الإرهاب حتى تصبح اكثر قلقا و توجسا على حدودها الغربية و الجنوبية الشرقية من الأخوة الأعداء.
المهم ان المنطقة تعيش حالة توتر و تأهب قصوى لكل جيوشها تحسبا لتطورات لا احد يعرف من اين تبدأ و لا أين تنتهي.”
هاجر و أسماء