في تعليقه على إسقاط لائحة تصنيف الاخوان كمنظمة ارهابية التي كان من المفروض حسب الفصل 141 من القانون الداخلي لسير المجلس أن يقع ادراجه للنقاش و ليس من حق اي كتلة تعطيل ادراجها، اعتبر الدكتور و الناشط السياسي عميرة علية الصغير ان ما حدث سابقة خطيرة بإمضاء النهضة وحليفيها “ائتلاف الكرامة” و “قلب تونس” في خرق واضح للقانون وهي سابقة خطيرة تنضاف لما سبقها تنذر بالقادم من استبداد اخواني بالمجلس و بالبلاد.
و بين ان تصنيف التنظيم العالمي للإخوان المسلمين تنظيما ارهابيا ليس فقط قامت به مصر و السعودية والامارات و الكويت و آخرين كثيرين بل كل الوقائع التي يعيشها العالم من ارهاب ثبت تورط الاخوان فيها تمويلا وتجنيدا للمقاتلين وترويجا لعقيدتهم في الكراهيّة و القتل.
ما يثير الاستغراب بالنسبة اليه ان جماعة النهضة الذين يدعون ان لا تربطهم علاقة بهذا التنظيم الارهابي يعملون بكل وسعهم في الدفاع عن هذا التنظيم لأنهم ببساطة هم أحد مكوناته وهم أعضاء في قيادته وكل مؤسساته و الغنوشي ذاته هو أحد رموز الاخوان عقيدة و ممارسة و تحركات و علاقات.
لمن يبذل جهدا يسيرا لقراءة المصادر الموثقة لتاريخ الجماعة الاسلامية في تونس منذ السبعينات والتي تسمى حاليا “النهضة” يتأكد باعتراف قيادات هذه النحلة انهم طرفا من تنظيم الإخوان و انهم أدّوا البيعة لمرشدهم العام المصري و انهم لايزالون على ولائهم له.
و أكد انه في تونس وطيلة الخمسين سنة ومنذ انغراس تنظيم الاخوان فيها الى الآن 2020 تقنعنا ممارسة هذه الجماعة انهم ليسوا فقط فرعا من التنظيم العالمي للإخوان بل هم مارسوا كل ما تمليه عقيدتهم الإخوانيةعليهم من نشر ثقافة الاخوان عبر منظريهم من المودودي و حسن البنّا و سيد قطب الى القرضاوي من عقيدة الكراهية و التكفير و القتل و معاداة الوطن والوطنيّة.
و ما العنف الذي تورط فيه اخوان تونس من حرق لوجوه المعارضين وتشليط مؤخرات النساء الى التفجير و وصولا الى حمل السلاح في وجه الدولة و فتح البلاد على مصراعيها بعد 2011 الى دعاة التكفير والجهاد فتم ما تمّ من تركيز الارهاب و تقتيل لشهداء الوطن من عسكريين وأمنيين وزعماء وطنيين شرفاء. هؤلاء القتلة خرجوا من تحت جبة الغنوشي واتباعه. أما مواقفهم المتماهية مع التنظيم العالمي فهي حديث كل الناس بوقوفهم الى صف إخوان مصر و تهديدنا نحن في تونس بسلطة رئيسهم آنذاك مرسي الى التبعية المذلة حاليا لسلطان تركيا اردوغان و تجنيد الشباب التونسي لخدمة أجندة المعادين لمصالح الشعوب في سوريا و العراق و ليبيا ومازالوا على غيّهم.
هاهو لماذا يرفض الغنوشي وبراشوك تنظيمه مناقشة حقيقة الاخوان وارتباطهم الثابت بالإرهاب في العالم و في تونس، ان ادانتهم ثابتة و انهم لخائفون من ان تلتهب النار تنظيمهم ذاته و يسقط قناع الاستقلالية و المدنيّة الذي يختبؤون وراءه و يحاكمون على ما اقترفوا في حق هذا الوطن وفي حق ابنائه. لكن طال الزمن او قصر سينكشف حالهم و يحاكمهم الناس قبل التاريخ على انهم عصابات همها السيطرة على رقاب البشر و استغلال الدين للإستثراء و الضحك على ذقون البسطاء من الناس.
ا/ه