
.فتح المجال لمن لا يستحقون النموذجي بمعدلات دون 15 هو ضرب لمبدا تكافئ الفرص...
تونس -أونيفار نيوز-اكثر من سؤال يحوم حول مدى واقعية ومصداقية مبدا تكافئ الفرص في ظل مناخ تربوي متوحش؟ حول هذه الاشكالات الجوهرية وغيرها اعتبر الاستاذ علي الفالحي في تصريح خص به “اونيفار نيوز” .
أن هذا المبدا فقرة قارة في خطابات المسؤولين السياسيين الذين شغلوا مناصب متقدمة في وزارة التربية رغم انفصامه جملة وتفصيلا عن الواقع في غياب ظروفه الموضوعية .
حيث أن ان مفهوم تكافئ الفرص ينطلق من ثلاث مستويات، مستوى سياسي من خلال التعيينات مركزيا وجهويا بمعنى ان يكون التعيين للاجدر والاكثر كفاءة، وهنا فان جل إن لم نقل كل التعيينات مركزيا وجهويا كانت تخضع للمنطق الزبوني ولا علاقة لها بمؤشرات الكفاءة .
المستوى الثاني أو الشرط الثاني للحديث عن مبدا تكافئ الفرص هو المستوى المؤسساتي .
الذي يفترض ان تكون كل المؤسسات التربوية تتمتع بنفس الظروف الادارية والامكانيات المادية. وهذا غير متوفر بالمرة. فلنا مدارس تحت خط الفقر “المؤسساتي لا ماء،لا مرافق صحية ….دون ملاعب ,دون انترنات ودون حواسيب. بل لنا ضحايا سور في المزونة فعن أي تكافئ فرص يتحدثون؟؟ ولنا في ما قاله الفقيه Michel serres الدليل على اهمية توفير شروط المبدا قبل الحديث عنه والتشدق به.
L’égalité des chances n’a aucun sens mais le but le plus ambitieux c’est de chercher l’égalité dans les conditions d’enseignement et d’apprentissage
Michel serres
فضلا عن ذلك اعتبر “الفالحي” أن هناك شرط آخر في غيابه يصبح تكافئ الفرص بلا معنى وهو شرط الانصاف البيداغوجي الذي يفترض تمكين الاقل حظا من فرص للتعلم افضل والحال وان هذا الشرط معدوم تماما تماما حيث اننا نمكن المتميز من فرص اكثر ونقصي المتعثر.
الثابت في تقديره أننا اليوم امام مدرسة السوق مدرسة التوحش. حيث ضرب مبدا تكافئ الفرص في مقتل. فالناجحون بالغش قد يفتكون دون استحقاق التوجه للشعب المثمنة شغليا.
أو من يتميزون بفضل القدرة على الانخراط في الدروس الخصوصية مدفوعة الاجر.
مؤكدا ان 100% من التلاميذ الذين نجحوا في مناظرات النموذجي تلقوا دروسا خصوصية ولا علاقة للمدرسة العمومية بذلك.
من ناحية أخرى اعتبر ان فتح المجال لمن لا يستحقون النموذجي بمعدلات دون 15 هو ضرب لمبدا تكافئ الفرص لانه تم الوقوع في مطب جعل التلميذ المتميز في نفس مرتبة التلميذ المتوسط.لا سيما وان تكافئ الفرص لا يكون في توزيع فقر التعلم بل في توزيع الرفاه البيداغوجي .
واجمالا وفي تقديره تونس امام ازمة هيكلية ،و اخلاقية ضربت هوية المدرسة فحولتها من المدرسة الاجتماعية الى مدرسة السوق.