تونس – اونيفار نيوز في خطوة مفاجئة من حيث التوقيت قرر رئيس الجمهورية قيس سعيد احداث تحوير جزئي في تركيبة الحكومة. أعفي كل من وزير التربية فتحي السلاوتي و وزير الفلاحة إلياس حمزة من مهامها.
الإعفاء له أسباب موضوعية نظرا لحالة التوتر الكبرى التي تعيش على وقعها المؤسسة التربوية في تونس في ظل خلافات، موروثة، و لكنها تفاقمت بين سلطة الإشراف و النقابات و نظرا أيضا لفشل وزير الفلاحة و الموارد المائية في إدارة أهم الملفات خاصة منها تلك المتعلقة بالزراعات الكبرى.
و لكن ما يلفت الانتباه هو سياق الإعلان عن التحوير الذي جاء عقب زيارة قام بها رئيس الجمهورية لمقر رئاسة الحكومة.
و يبدو أن في ذلك رسالة دعم لنجلاء بودن التي طالبت عدة أصوات بتغييرها. اما ما يتعين الوقوف عنده أكثر فهو بكل تأكيد خلفيات إختيار الوزيرين الجديدين. محمد علي البوغديري من الناشطين بشكل كبير في محيط قيس سعيد و اختياره يندرج في هذا الإطار و هو أيضا جواب عن مبادرة الإتحاد العام التونسي للشغل يؤكد أن قيس سعيد لن يتفاعل معها لأن خلافات سياسية و شخصية عميقة موجودة بين نورالدين الطبوبي و محمد علي البوغديري الذي يشكك عن طريق القضاء و في أوساط النقابيين في شرعية نورالدين الطبوبي و المكتب التنفيذي الحالي. و في تكليفه بوزارة التربية مكافأة، من قيس سعيد، له و دعم له لمواصلة المعركة.
فكيف سيتصرف البوغديري مع هكذا انفلات نقابي… وهو الذي يتبنى نفس التوجه لهذه النقابة التي دمرت المنظومة التربوية ؟؟؟
تعيين عبد المنعم بالعاتي يمثل ” سابقة ” لأنه لم يحدث في تاريخ تونس الحديث أن تولى عسكري برتبة فريق منصبا حكوميا لأن وزير الصحة الحالي هو طبيب إلى جانب أنه عسكري ومما يزيد من دلالات هذا التعيين ان الأمر يتعلق بحقيبة ” تقنية ” و لكن
يبدو أن قيس سعيد مقتنع أن الفلاحة التونسية مستهدفة في إطار ” مؤامرة سياسية ” و تجلى ذلك في إدارة حركة النهضة لملف الغابات و الحرائق التي استهدفت مرارا الزراعات و هو ما يعني أن تعيين عبد المنعم بالعاتي يهدف إلى فرض صرامة في التعامل مع ملف الفلاحة.
و في هذا المستوى تأكيد على ثقة قيس سعيد في المؤسسة العسكرية و في المراهنة على النجاعة التي يتحلى بها العسكريون في التعاطي مع الملفات منذ سنوات في قطاعات حيوية و خاصة المشاريع الكبرى في الصحة و النقل و التجهيز و الفلاحة.
اونيفار نيوز