تونس – اونيفار نيوز معلقا على اتساع مساحة الأمل لدى النهضة ومن معها بالتوازي مع تواتر كثرة “القلق” الأمريكي لازاحة رئيس الجمهورية بالضغوط الدولية…
قال الاستاذ والمحلل الاستراتيجي عزالدين البوغانمي ان تونس على وقع انحطاط وطني واخلاقي، يوازيه انحطاط آخر عقلي.حيث ان رموز الطابور الخامس لا يفهمون سياسة الدول الكبرى من منطلق مصالح تلك الدول الاستعمارية، بل من منطلق كونهم قوّادين وعُملاء، وقد جاءت ساعة قبضهم المُقابل. وللتوضيح فتصريح الخارجية الأمريكية -الذي فسّرته حركة النهضة وشركاؤها، على أنه ضربة البداية للإطاحة بالرئيس قيس سعيد- لا يمكن ان يقرا بمعزل عن الموقف الفرنسي الذي وصف الاستفتاء بأنه “مرحلة مهمة”.
وهو ما يعني أنه مهما كان منسوب التنافس بين الولايات المتحدة وفرنسا على النفوذ في إفريقيا والمغرب العربي على وجه الخصوص، فإن اشتداد الصراع الغربي مع روسيا ومن ورائها الصين، يمنع انفراد الامريكان بأيّ مخطّط في تونس دون التنسيق مع باريس. من جهة أخرى يقوم بلينكن هذه الأيام بجولة إلى جنوب إفريقيا والكونغو ورواندا. والهدف المعلن هو “تطوير العلاقات الاستراتيجية مع الشُّركاء الأفارقة لمواجهة الجهود الرّوسية الرّامية لتقويض الدّيمقراطية”.
والحقيقة أنّ هذه الزّيارة تأتي ردًّا على زيارة وزير الخارجيّة الرّوسي لافروف لِمصر وأوغندا وإثيوبيا لحشد الدعم لبلاده وسط حربها ضد الحلف الأطلسي في أوكرانيا. وتفسير زيارات هؤلاء المسؤولين الأمريكان والروس والفرنسيبن، هو أن هذه الدول الثلاثة الكبرى تسعى لضمان مصالحها في القارة الإفريقية، التي ما انفكت تقع تحت النفوذ الصيني.
وبعضها بات أميل للموقف الروسي.
وهو ما يقلق ادارة بايدن . باختصار شديد، الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية دول استعمارية عملاقة، تقيس مصالحها في البدء وفي المُنتهى.
والعالم آخذ في التغيّر، بمقدار ما تتشكّل معادلات كونية وإقليمية جديدة بالغة التعقيد.
بحيث سيكون على الولايات المتحدة الأمريكية، وهي في حالة حرب متعددة الأبعاد، إن أقدمت على الإطاحة بقيس سعيّد، أن تضمن موافقة الفرنسيين والجزائريين والسعوديين والمصريين. وقبل هذا وبعده، أن تضمن أغلبية شعبية حول النهضة وذيولها. وهذه أمور أبعد من الشمس على الحالمين بإسقاط رئيس الجمهورية.
اونيفار نيوز