-
انفتاح على كل القوى الراغبة في التصدي للنهضة
بحضور حوالي 3 آلاف شخص عقدت اليوم رئيسة الدستوري الحر عبير موسي اجتماعا يحمل عدة دلالات و يمكن اعتباره من حيث إختيار التوقيت و المكان و محتوى الخطاب منعرجا في التقلبات التي تعيشها تونس في الأسابيع الأخيرة و التي تنبيء بتغيرات سياسية في القريب العاجل.
ذلك أن لمدينة المنستير ثقلا رمزيا لأنها موطن الزعيم الحبيب بورقيبة و لأن الساحل التونسي يمثل رقما مهما في المعادلة السياسية التونسية.
و من هذه الزاوية فإن الاستقبال الذي حظيت به عبير موسي اليوم يمثل دليلا على نجاحها في كسب شعبية هامة في الساحل التونسي و على “مقبولية” تجعل منها الوريث الشرعي للتيار الدستوري و الحامي للاسس التي قامت عليها الدولة الوطنية و ميزت النمط المجتمعي التونسي و هنا نأتي إلى اختيار عبير موسي إختيار السياق السياسي الحالي المتمحور حول ما أدت إليه العشرية الأخيرة من تراجع على جميع المستويات لتطلق دعوة إلى ثورة تنوير و في ذلك إستعادة لما كرسته الدولة الوطنية من سعي للتطوير الاجتماعي و من تأكيد على أهمية الحقوق الإجتماعية.
و خطاب عبير موسي الذي اعتمد هذه الأرضية الاجتماعية تجاوز ذلك إلى الدعوة إلى تحالف واسع يجمع القوى و التيارات اليسارية و الدستورية و هو ما يمثل انفتاحا على اليسار من ناحية و ردا منطقيا على المواقف التي عبر عنها حمة الهمامي الذي لا يمثل بكل تأكيد اليسار التونسي و يبقى اسير تاريخه الشخصي و يمثل فرصة لليسار الذي فقد الكثير من اشعاعه و تأثيره لتخطي أخطائه التاريخية و إستعادة مكان في المشهد السياسي و هو ما يعني أيضا أن عبير موسي منفتحة على كل القوى الراغبة فعليا في التصدي لحركة النهضة.