في حوارها مع العرب اللندنية اعتبرت عبير موسي أن عاملين رئيسيين يترجمان الاهتمام الكبير الذي يحظى به الحزب الدستوري الحر، الأوّل يتمثّل أساسا في ثبات الحزب على مبادئه رغم الضغوط المستمرّة و التّهديدات العنيفة أحيانا و حتّى الإغراءات, أمّا السّبب الثاني فهو التوجّس من نجاح ممكن للحزب خصوصا بعد نجاح مؤتمره في 2016 الذي أفضىل استعادة التوسّع الجغرافي للدستوريين في البلاد ممّا قد يغيّر شاكلة المنظومة السياسيّة القائمة بتغيير النظام السياسي بالمرور نحو نظام رئاسي معدل و ذلك إن تمّ تفعيل بديل جديد للخروج من أزمة دامت أكثر من تسع سنوات ناهيك على أن الحزب لا يعتمد المراوغات و لم يتورط في منظومة الربيع العربي التي دأب مناصروها على تجميل الواقع لصون نفوذهم و امتيازاتهم وفق تقديرها.
و فيما يتعلق بمناقشة وضع الإخوان المسلمين على قائمة التنظيمات الإرهابية في واشنطن أفادت موسي أن ذلك يأتي تعزيزا لما أدلت به سابقا حول خطورة هذا التنظيم و أنه من الأفضل اتخاذ قرار تصنيفهم من عدمه في تونس بقطع النظر عن الموقف الدولي منهم.
و في سياق متصل اعتبرت عبير موسي أن تواجد أحزاب سياسية هشة أو بالأحرى شركات شبه سياسية هو ما سمح للإسلاميين بالبروز في ساحة مفرغة تماما من مكوناتها الأقوى معتبرة إن خصوم حزبها في حالة توجّس و ارتباك حيث يواصل بعضهم الّلعب على المغالطات و الأخبار الزّائفة بوصف حزبها على أنه شكل من أشكال الإقصاء مشددة على أن الدستوري الحر قابل لكلّ شراكة سياسيّة من شأنها أن تساهم في ارساء مشروع مجتمعي وطني.
و شهد الحزب الدستوري الحر صعودا لافتا داخل الأوساط السياسية في تونس و لدى مؤسسات سبر الآراء مما جعل البعض يعتبره بديلا قد يغير المسار السياسي في البلاد.