تعيش النهضة صراعات و انشقاقات داخلية جوهرية و حادة اوصلت وحدتها الظاهرية إلى حدودها تجعل الحركة عاجزة كليا على تجاوز العاصفة التي قد تهدم المعبد الأزرق فالمكتب التنفيذي يريد الانقلاب على نتائج الانتخابات التمهيدية و ممارسة دوره التعديلي وهو ما خلق احتقان داخل الحركة خاصة بعد إقصاء اسماء من ترأس القوائم التشريعية فبعد إقصاء النائبة منية ابراهيم زوجة القيادي عبد الحميد الجلاصي التي كانت الاولى في استشارة سوسة أعلن الْيَوْمَ عبد اللطيف المكي الذي كان من المزمع ان يكون قائمة تونس 1 رفضه رئاسة قائمة الكاف بعد ان تنازل زميله حسين الجندوبي الذي حل اولا في الكاف لفائدته.
و يأتي استبعاد المكي من تونس 1 بعد ان قرر رئيس الحركة و بصفة ارتجالية الترشح على قائمة تونس 1 رغم انه كان يرفض ذلك في السابق فهل غير قواعد اللعبة و أصبح يبحث على رئاسة البرلمان بعد ان يئس من ان يكون المرشح للرئاسية يقينا منه انه مرفوض من قبل الشعب التونسي فخير الخطة البديل و هي الفوز بمقعد في مجلس النواب ثم الوصول الى رئاسته ؟ لكن يبدو ان هذا الحلم صعب المنال بدوره خاصة و ان حركة النهضة فقدت الكثير من ثقة ناخبيها بدليل ضعف الإقبال في الانتخابات الجزئية لبلدية باردو و التي و ان دلت على شيئ فهي تدل على ان الشعب التونسي لن يلدغ من نفس الجحر مرتين خاصة و ان فوز النهضة في الحقيقة هو فوز بطعم الخسارة بالعودة الى نسبة المقترعين من قواعدها .
ما تشهدها الحركة من حالة مخاض تنبأ بما لا يدع مجالا للشك ان هناك انتفاضة داخلية داخل الحركة مهما حاولت النهضة إخفائها فان تسريباتها بدأت تلوح من الحين للاخر بدليل الرسالة التي وجهها عبد اللطيف المكي الى حسين الجندوبي رئيس قائمة الكاف و التي شكره ضمنه عن موقفه النبيل و رغبته في التخلي عن مكانه لفائدته غير انه اعتذر عن ذلك و تساءل صلب الرسالة عن سبب نقله من دائرة تونس 1 و اعتبر انه ليس هناك تبرير مقنع لالغاء ترشحه و ان الأسباب الحقيقية لم يصرح بها رسميا غير انه في تقديره حسب نص الرسالة واضحة “و هي انتخب شكون و انا نعمل آش نحب” و اعتبر ان ما وقع هو ظلم و هو ظلم للاخلاق و النزاهة و الشفافية.
و اكد انه لن يشارك في المظالم المضرة بالحركة و التي ستضر استراتيجيا بالحركة و التي ليس له من المعنى غير البتر و بعض البتر يؤدي الى القتل حسب قوله. هذا الموقف لعبد اللطيف المكي هو موقف العديد من الراغبين في الإصلاح داخل حركة النهضة الذين اعتبروا ان المممارسات الغير ديمقراطية داخل الحركة بقيادة راشد الغنوشي و مواليه من الانتهازيين ستضر بالحركة و قد تؤدي بها الى مالات عديد الاحزاب الكبرى على غرار النداء الذي قصم ظهره الشقوق و الانسلاخات و التي قد تدفع بعض القيادات من الصف الاول الى الانسحاب الحركة او اعلان الانتفاضة فهل تكون القوائم التشريعية هي القشة التي قصمت ظهر البعير الاكيد ان الايام القادمة ستكشف العديد من المفاجآت ؟
هاجر و أسماء