تونس – “الوسط نيوز”
صعود مثير و اهتمام دولي قد يغير المشهد السياسي التونسي…
بعد أن كان الحزب و قيادته يحارب لنيل حق التعبير عن رأيه في المشهد السياسي و الذي كان يعتبره بقايا نظام فاشل و ازلام نظام معاد للثورة و رموزها انقلبت المعادلة تماما و تحول هؤلاء المكروهين و المنبوذين الى نقطة القوة الأكثر اثارة في سنة الانتخابات الرئاسية و التشريعية و التي تتحرك معها و ضدها باقي القوى السياسية في تونس.
التفاعل الشعبي في كل المناطق التي اقام فيها الحزب لقاءات جماهيرية و الخطاب الصريح و الواضح لرئيسته عبير موسي وضعها في صدارة اهتمامات المشهد السياسي في تونس وتحول الحزب لمحط انظار الدول الشقيقة و الصديقة و بدأ الأخذ بعين الاعتبار هذا الصعود المثير للاهتمام و ما سيحمله من نتائج ستغير شكل المشهد السياسي في تونس.
المكاسب الكبيرة للحزب الدستوري الحر ناتجة في الأساس من وضوح رؤيته و خطاب عبير موسي الثابت على مبادئه منذ أن وقفت في قصر العدالة بتونس تدافع وحيدة عن التجمع الدستوري الديمقراطي حزبها تعتز بالانتماء له و ما تعرضت له حينها من اهانات و اعتداءات فمن هي تلك المحامية التي وقفت ضد التيار و لم تتزحزح عن قناعاتها و مواقفها..؟؟
هذا الثبات ابقى على كره كبير لها في صفوف من سموا انفسهم القوى الثورية بعد 14 جانفي 2011 و بمرور السنوات و الخيبات المتتالية التي أصابت الكثيرين من الفشل المتجمع سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و الكذب الذي مارسته كل الأحزاب دون استثناء تحول خطاب رئيسة الحزب الدستوري الحر إلى مساحة امل تتوسع بسرعة امام حزبها و تسحب البساط من تحت الأخرين الذين عجزوا اليوم عن مواجهتها أمام الشعب فاكتفوا بالشتائم و التشويه على صفحات المواقع الاجتماعية و وسائل الاعلام.
الخطاب السياسي الذي تخلت عنه القوى السياسية المناهضة للإسلام السياسي و حركة النهضة و تنكرها لكل وعودها و تعهداتها و الفشل الاقتصادي الذي يستشعر المواطن نتائجه الكارثية في تفاصيل حياته اليومية.
فشل الاحزاب و خيانة وعودها للناخبين أضافت عدد كبيرا من المؤيدين للحزب الدستوري الحر الذي يثير لدى الطبقات الفقيرة و الوسطى ذكريات كانت الحياة فيها بالنسبة لهم سهلة و لم تشهد حياتهم ما يعيشوه اليوم من تدهور و فقر صار جليا للجميع و لم يعد خافيا على أحد و تدمير أحلام الفقراء بحياة كريمة شكل الخزان الشعبي الاكبر للحزب الدستوري الحر الذي يزداد توسعا كل يوم مع عمق فشل بقية القوى السياسية و خاصة حركة النهضة في اقناع من هم من غير مؤيديها بجدوى ما قامت به منذ ثماني سنوات و خاصة قضايا التعويضات و افراغ الخزينة العامة للدولة من كل الاحتياطيات النقدية و التي لا يعرف أحد اين ذهبت.
عبير موسي و الحزب الدستوري الحر يتقدم بسرعة تعادل سرعة فشل بقية المشهد السياسي في تونس و عجزه عن تقديم بدائل اقتصادية و اجتماعية تحسن الاوضاع في تونس و يبقى الخطاب الغامض لحركة النهضة و تاريخها من جهة وخلافات القوى الوسطية على الزعامة و تشرذمها و احتمائها بحركة النهضة و غياب خطاب للقوى اليسارية يكون قريبا من الشارع و يتحدث بلغة بعيدة عن أيديولوجيا تجاوزها الزمن كل ذلك يعطي امالا كبيرة للحزب الدستوري ليكون مفاجأة الانتخابات القادمة.
على أن عدد من الشروط تبقى ضرورية في الفترة القادمة تعرفها رئيسة الحزب و المشرفين عليه لتفادي خيبة تبقى ممكنة و لو بنسب ضعيفة…