حشد عسكري اميركي غير مسبوق ضد ايران و حاملات طائرات و مدمرات في مياه الخليج و تصريحات نارية من مستشار ترامب للامن القومي و وزير خارجيته و لقاءات مع وزير الخارجية الروسية في فنلندا ليتوجه بعدها مباشرة الى بغداد و يلتقي بعض المسؤولين بعد ان الغى زيارة كانت مقررة لألمانيا. يتلو ذلك اتفاقا مع الوزير لافروف على لقاء ثنائي في سوتشي الروسيه بتاريخ 14 ماي 2019.
فهل هذه التحركات المحمومة تحضيرا لحرب ضد ايران ؟
ردا على هذا التساؤل اكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط محمد صادق الحسيني ان المعلومات الديبلوماسية التي تصل من مصادر وثيقة الصلة بمطبخ القرارات الدوليه تؤكد على ما يلي :
أولا ꞉ ان وزير الخارجيه الاميركي “مايك بومبيو” يجري كل هذه اللقاءات لإيجاد طريقة لاقناع القيادة الايرانية بالتفاوض مجددا مع الولايات المتحدة سواء حول الملف النووي او ملفات “الشرق الأوسط” اضافة الى العديد من الملفات الدولية الاخرى اَي ان المحادثات التي يجريها الطرف الاميركي مع كل من روسيا و العراق تهدف الى طلب وساطتهم لدى القياده الايرانية لإقناعها بالدخول في مفاوضات جديدة و ليس تحضيرا لحرب ضد ايران الدولة التي تملك رابع أقوى أسطول حربي بحري في العالم.
ثانيا ꞉ -استنادا الى تحليله- فان من يريد شن حرب ضد ايران لا بد ان يسحب قاذفاته الاستراتيجية و أسلحته الاستراتيجية الاخرى من الدائرة التي تطالها الاسلحة الايرانية سواء الصاروخية او غيرها مما يعني ابعادها عن ميدان المعركة لمسافة الفي كيلومتر و هو مدى الصواريخ الايرانية المعلن عنه و المعروف للعالم.
الأكيد حسب ذكره أن الجواب على هذه الاسئلة الحارقة أتى على لسان ترامب في مؤتمره الصحفي حيث ابلغ القيادة الإيرانية علنا و على رؤوس الأشهاد انه يريد التفاوض مع ايران و لَم يذكر الحرب او الخيار العسكري و لو بكلمة واحدة.
من ناحية أخرى يؤكد مصدر عالي الدقة ان الرئيس الاميركي يهدف من خلال كل هذه الحشود العسكرية و الضغوط الاقتصادية و المالية الى اخضاع القيادة الايرانية و إجبارها على التفاوض معه بشروط اميركية و ذلك من خلال احداث شرخ اجتماعي داخلي عبر اثارة الطبقات الوسطى و الفقيرة في ايران ضد الحكومة و بالتالي اضطرار القيادة الايرانية الى الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة و عبيدها الأوروبيين فرنسا و ألمانيا و بريطانيا و لكن من موقع تفاوضي ضعيف.
يضاف الى ذلك ان ترامب يسعى من خلال مبادرته الطلب من القيادة الايرانية الاتصال به و استعداده للتفاوض معها حول كل الملفات الى تقسيم القيادة الايرانية بين ما يطلق عليهم التيار الإصلاحي او المعتدل من جهة و التيار المحافظ من جهة و بين الاصلاحيين و المعتدلين من جهة و القيادة الايرانية العليا من جهة اخرى.
و لكن الرد الايراني الشامل و الرافض لكل الألاعيب الامريكية جاء على لسان مختلف شرائح الشعب الايراني من خلال المسيرات المنددة بالعدوان الاقتصادي الاميركي على ايران و كذلك من خلال سلسلة التصريحات التي صدرت عن العديد من المسؤولين الإيرانيين المدنيين و العسكريين و هو ما يعني ان الشعب الايراني مصطف مع قيادته و الأيام القادمة قد تحمل مفاجات عديدة.
أسماء و هاجر