شغل القيادي في حركة النهضة لطفي زيتون في المدة الأخيرة الراي العام بتصريحاته و طالب بالتجديد و تفعيل مبدأ فصل الدعوي عن السياسي و إخراج الإسلام من وصاية و استعمال الحركة و اخرها طالب باماطة اللثام عن الجهاز السري للحركة المتورط في الاغتيالات كشرط للانتخابات. و بقطع النظر عن طبيعة نواياه فالحركة التي تسير وفق قاعدة “شيخ و قطيع” و قسمت على عقيدةالاخوان “المصحف و المسدس” لن تقبل ضمنها من يمرق عن فكرها و ان بقي فيعني انه مجرد مكلف بمهمة.
المناضل احمد المناعي وردا على هذه الاستفهامات اعتبر ان لنا في الشيخ صالح كركر اسوة و مثالا حيث عوقب هذا الأخير بفصله من الحركة في 24 اكتوبر 2002 – رغم انه الأب التنظيمي للحركة و أحد أهم المنظرين لها و رجل المؤسسة الأول فيها – لا لشيئ الا لانه مهموم بمسالة التجديد و الإبداع في الحركة و جعلها حركة حديثة و متطورة و قائمة على مؤسسات عصرية قوية و على أسس علمية أصيلة متماشية دائما مع واقع المجتمع، قريبة منه، مستجيبة لمطالبه و همومه و هو ما جلب له سخط القيادة و على راسها “راشد الغنوشي” طبقا لقوله.
و اكد السيد “احمد المناعي” ان “الشيخ صالح كركر” طالب على مستوى الحركة بالفصل بين ما هو ديني و سياسي فصلا كاملا.
و طالب من العلماء و الأئمة و الوعاظ و الدعاة و المفكرين و غيرهم إلى التشكل في جمعيات متنوعة و متعددة تخدم كل ما هو علوم شرعية و فكر إسلامي و اجتهاد و ثقافة و مساجد و دعوة و غير ذلك خارجا عن كل نشاط سياسي يشارك في السباق إلى الحكم على ان يبقى الباب مفتوحا أمام الراغبين في النشاط السياسي من المقتنعين بالإسلام و الفكرة الإسلامية للمشاركة في أحزاب سياسية عقلانية تحترم دساتير و مؤسسات و قواعد العمل السياسي في بلدانها.
و اضاف بان “كركر” كان يرفض فكرة قيام أحزاب على أساس تطبيق الشريعة بالشكل الذي هي عليه الآن، على أن تقوم بدلا من ذلك على أساس برامج عقلانية تقترب من الإسلام و الحماس له و تبتعد عنه بحسب توجهات و قناعات أصحابها رافضا فكرة مبدا الوصاية على الإسلام لكسب ود الشعب الذي هو وحده الذي يوزع ثقته بين الأحزاب كما يشاء و بما يراه مناسبا.
و اضاف ان لكل اجتهاد ثمن و الثمن لدى قيادة النهضة هي العقاب حيث تم تحذيره في مرحلة أولى عن طريق المراسلات المكتوبة و لوحت بفصله من الحركة الا ان ذلك لم يثنه و هو ما كبد قيادة الحركة الاخوانية حرجا كبيرا انتهى به الى التجاهل و التجميد الواقعي ثم الفصل نهائيا من الحركة و هي حالة تقترب من حيث نتائجها الى إقامة الحد عليه لكن دون محاكمة عادلة.
ليبقى التساؤل اليوم حول مصداقية المراجعات التي تتشدق بها الحركة هل هي حركة مسرحية للتلبس بمدنية زائفة حتى تكون ضمن “الموضة” ام هي ارهاصات الضغط الإقليمي الذي يجعلها تهادن في انتظار تغير الرياح لصالحها لتحكم تونس بالحديد و النار ؟
أسماء و هاجر