تونس – اونيفار نيوز لا يمكن للديمقراطية أن تينع ويشتد عودها، ولا للحرية أن ترفرف بأجنحة المسؤولية والموضوعية واحترام الآخر المختلف ،وآرائه ومواقفه وتوجهاته المضادة، في مجتمع لا يفرق بين الخصوم السياسيين والأعداء الألداء، فنحن مازلنا لم نخرج من تلك البوتقة السوداء المغلقة التي نحشر فيها المختلفين معنا فكريا وإيديولوجيا وسياسيا، مع من نضمر لهم عداوة شخصية !!! وما أكثر عداواتنا الشخصية !
ينسى العديد من الذين يدعون ممارسة العمل السياسي أنه توجد قواسم مشتركة بين المختلفين، وأهمها على الإطلاق، الثوابت المشدودة إلى المصلحة العليا للوطن، فإذا ما تحول هذا الإختلاف الطبيعي إلى عداوة، أصبحت تلك الثوابت في خطر، كأن يتخابر أحدهم مع جهات أجنبية للإطاحة بخصومه، وفي هذه الحالة فإن الخيانة تصبح مضاعفة، خيانة الوطن وخيانة الديمقراطية !
من المؤسف والمؤلم والمحبط أن يتحول العمل السياسي في بلادنا إلى خيانات متبادلة، والساحة السياسية إلى حلبة صراعات وضيعة ودنيئة ،مشحونة بالحقد والكراهية والشماتة إلى حد الإرتماء بين أحضان الأجنبي ! بئس ديمقراطيتكم ، وبئس حريتكم وبئس المسلك الذي إخترتموه !
مع إطلالة كل يوم نكتشف إنزلاقا جديدا في منحدرات الضياع، مما يؤكد، بالحجة والبرهان، أننا لم ننضج بعد لتقبل قيم الحرية والديمقراطية والإلتزام بها، ولا عزاء للشعب المسكين الذي إنطلت عليه الكذبة !