تونس – اونيفار نيوز مرت يوم السادس من أفريل ذكرى وفاة قائد الكفاح الوطني ومؤسس الجمهورية وباني تونس الحديثة، المصلح الكبير والزعيم الخالد، المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة، وفي الأثناء تواصل شرذمة من الخونة والعملاء، وفاقدي الإنتماء، وأعداء الوطن، وأنصار الإرهاب والظلامية، حملاتها المغرضة قصد تشويه صورة الزعيم الراحل، والتشكيك في نضالاته وإنجازاته ومآثره، وسط صمت مريب ومستراب للقوى “الحداثية” التي كان بورقيبة ملهمها وقبسها الموقد طيلة مراحل النضال الوطني وخلال بناء الدولة الحديثة.
قضى الزعيم الخالد عمره مناضلا ومؤسسا، فتوصل إلى تخليص البلاد من آخر معاقل ورموز ومظاهر الإستعمار، وأعاد الحكم إلى أبناء الشعب لأول مرة في تاريخ تونس، إذ لم يحكم التونسيون أنفسهم على إمتداد ثلاثة آلاف سنة، حتى تم تتويج الكفاح الوطني بالظفر المبين، وأخذ تاريخنا وجهته الصحيحة ، بٱنتهاء ” حكم الوافدين” واعتلاء المجاهد الأكبر سدة رئاسة الجمهورية كأول تونسي أصيل يحكم بلاده قبل أن يتفرغ لتأسيس الدولة الحديثة .
عندما نعود إلى التاريخ فنتبين أحداثه ووقائعه ونتمعن في تفاصيلها ندرك كم كان شعبنا محروما من حكم أبنائه الأصليين، فقد خضع مكرها طيلة تاريخه الطويل لسلطة الفنيقيين والرومان والبيزنطيين والعرب والإسبان والعثمانيين الأتراك والفرنسيين، ولم يتحرر من هذا القيد إلا منذ سبع وستين سنة فقط، بعد ملاحم من النضال توجت بالإستقلال ثم إعلان الجمهورية فالجلاء ، تلك المحطات الكبرى التي يسعى الدواعش والإخوان الظلاميون وغلمان وجواري السلطان الأردوغاني، الطوراني عاري الرأس، وأتباع أعراب السفاهة وبول البعير، إلى التشكيك في جدواها والنيل من رمزيتها. لم تكن هذه المراحل حاسمة على درب إستعادة بلادنا بالكامل لكيانها المغتصب فقط، وإنما الأهم هو أنها كانت إعلان تحرر نهائي من هيمنة الأجنبي مهما كان مأتاه، ومهما كانت ظروف حلوله في بلادنا.
كان بورقيبة ورفاقه من المناضلين وبناة الدولة الحديثة يدركون جيدا قيمة ذاك الإنجاز العظيم فدأبوا على تعميق الوعي لدى الشعب بضرورة المحافظة عليه وعدم التفريط فيه.
اليوم، وبلادنا في مفترق طرق خطير، يطل بورقيبة من وراء الثرى، بفكره الوقاد ونظرته الإستشرافية بعيدة المدى، ليتأكد مدى حاجتنا، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا، لإحياء فكره والإهتداء بمدونته السياسية الرائدة..