تونس – اونيفار نيوز متى سينزل المسؤولون في السلطة من عليائهم لمجابهة الواقع المتدهور بجدية ومسؤولية، بعيدا عن الإستعراضات الشعبوية التي لم تعد تنطلي على أحد، والبحث عن الحلول العملية لمجابهة الأزمات التي تحول بعضها إلى كوارث؟ هذا هو السؤال الذي يردده التونسيون بحيرة بالغة !
المؤسف في “ديمقراطيات” الفوضى واقتسام الغنائم، المنزلة تنزيلا خارجيا، هو أن الذين يتربعون على سدة السلطة والنفوذ سرعان ما يتخلون عن وعودهم، ويسقطون في “سكرة ” التشبث بكراسيهم، متناسين أنهم جاؤوا إثر سقوط من سبقهم. ومهما كان من أمر فإن الضرورة اليوم، وبعد أن تدهورت الأوضاع بشكل خطير، تحتم تحركا جديا وجريئا لمسك الثور من قرنيه ومواجهة العواصف برؤوس مرفوعة، لأن سياسة النعامة لم تعد تجدي نفعا. لقد أضعنا الكثير من الوقت وأهدرنا العديد من الفرص ولم يعد بالإمكان مزيد الصبر .
إن الشعب، الذي أبدى الكثير من التفهم والقدرة على الصمود، خلال سنوات الجمر، والتي أفقدته أغلب مستلزمات حياته، لم يعد قادرا على مواصلة رحلة التيه والضياع. فلا تغتروا بصمته الراهن، إذ البركان النائم بدأ يتململ ولا يمكن التكهن بتداعيات إضطرامه!!
من المؤسف الإقرار بأننا توغلنا أكثر في النفق المظلم وفرطنا في كل الفرص التي توفرت لنا لإنقاذ البلاد، ولم يبق أمامنا إلا القليل من المسالك الضيقة والتي يصر السياسيون على إكمال عملية سدها.
إلى أين انتم سائرون بالبلاد ؟! الشعب يريد إجابة صريحة قبل فوات الأوان.